إذا كنت ترغبين في التوصل لطرق جديدة لنجاح أكثر، ربما كان عليك محاولة زيادة مؤشر الذكاء الذاتي الخاص بك، وهذا النوع من الذكاء هو توأم الذكاء العاطفي. وقد اكتسب الكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة؛ لأنه قادر على المساعدة في تشكيل الحياة المهنية وعلاقاتك وحياتك.

الذكاء الذاتي هو القدرة على معرفة الذات. وتكمن أهميته في أنك عندما تتعرفين على قدراتك وذكائك الحقيقي، يمكنك أن تعيشي حياتك بصورة أفضل، مثل اكتشاف موهبة خفية لديك كي تتعرفي عليها أو تمارسيها.

و من جانب آخر ربما كنت تبالغين في تقدير جانب فيك للحصول على شعور زائف بالفخر، لكن هذا التقدير يتهاوى عندما يصطدم بالواقع.

الذكاء الذاتي هو القدرة على تقييم الشخصية واستخدام صفاتها والمعلومات عنها لتعزيز الأفكار والخطط وتجارب الحياة. معرفة نفسك عن طريق سبر أغوارها، وكذلك الآخرون، واستخدام تلك المعلومات لتنظيم أهدافك وخططك لتحقيق نتائج أفضل.

إذا بدا لك أن الأمر غير مهم، عليك أن تتذكري أن عشرات الآلاف من الأشخاص يخرجون عن المسار الصحيح لدى اتخاذ قرارات خاطئة بشأن الوظائف التي يتعين عليهم شغلها، وبيئات العمل التي يتعين عليهم الدخول إليها، ومن الذين يعملون معهم، والإفراط في تقدير إمكانياتهم، والاستخفاف بنواحي تقصيرهم، وهذه كلها أمثلة على انخفاض مستوى الذكاء الذاتي.

مثل العديد من عوامل النجاح، يمكنك تطوير الذكاء الذاتي لديك. الأداة الرئيسة لذلك هي مراقبة عملياتك العقلية والعاطفية، وهي عملية تستغرق وقتًا وتتطلب منك أن تدرسي نفسك حتى تتمكني من تقييم نفسك بدقة. أما معرفة الذكاء الذاتي بين الآخرين فتحتاج مراقبتهم بدقة بحيث تتعرفين على الفروق الفردية بينهم وكيفية استجابتهم لتحقيق نتائج إيجابية.

إليك هذه المنهجية التي تقول مجلة سايكولوجي توداي أنها أثبتت نجاحها في تطوير الذكاء الذاتي

- امنحي نفسك 45 دقيقة لسبر أعماق نفسك. تأكدي من أنك في بيئة هادئة لا يقاطعك فيها أحد.

- حددي مجالاً واحدًا من شخصيتك يعد مهمًا لنجاحك المهني. يمكن البدء باختيار بند من أربعة ترتبط بنجاحك: الاهتمامات، المهارات، أسلوب التعلم، التعامل مع الضغط.

- اقضي هذا الوقت في التفكير في واحد من الأمور المرتبطة بنجاحك.

- عند الانتهاء، تأكدي من كتابة نتائجك، مثل هذا التسجيل سيكون مفيدًا للحفاظ على أفكارك منظمة.

- كرري الأمر مع البنود الأخرى التي ترتبط بنجاحك.

إن جزءًا هامًا من ذكائك الذاتي هو تطوير قدرتك على استخدام بيانات شخصيتك في خلق قصة حياة إيجابية. يمكنك تحقيق ذلك من خلال دراسة بياناتك ومطابقتها مع وضع حياتك الحالي، واكتشاف نقاط القوة والضعف فيك.

معظم الأفراد لم يكونوا دقيقين في تقييمهم؛ وإذا أردت النجاح يمكنك التحقق من صحة ملاحظاتك بسؤال آخرين تثقين بهم عن أفكارهم حول شخصيتك، ذلك سيساعدك على تطوير ذكائك الذاتي والسير قدمًا نحو حياة أفضل.