اهتماماتك

2 مايو 2019

احترام الوقت والمواعيد.. هكذا ينعكس، إيجابًا على شخصيّتكِ وحياتكِ!

معروف، أنّ احترام الوقت والمواعيد، يعد ثروة يعتمد عليها في تقدّم الأمم، والكون بني على سُنن تعتمد على الوقت في باطنها، لتقود المرء إلى الشّعور بالرّاحة وتجنّب الشّعور بالنّدم، وتزيد كذلك، من إنتاجيّته وأدائه.

وحول ذلك، تتحدّث الاستشاريّة الأسريّة، الدكتورة أمل بورشك بقولها: "كما نهتم بمظهرنا الخارجي، لابد أن نغير من طريقة تفكيرنا وتعاملنا مع الآخرين ونحدد سلوكنا الذي يجعل منا أناسا متحضرين، وأولها الالتزام بالمواعيد حتى نكون أكثر انضباطا ونولد الثقة لدى الآخرين بإنجازاتنا".

وتضيف: "في كل منا ساعة بيولوجية خاصة بنا، ولنا أن نختار بين أن تكون ساعتنا مثل ساعة البومة التي تنام نهارا وتطير ليلا أو مثل ساعة الكروان التي تستيقظ باكرا مع صياح الديك، ونحن من يقرر سلامة وصحة عمل ساعاتنا بشكل مضبوط وسليم بما يتوافق مع الطبيعة البشرية السليمة".

ووفق بورشك، نجد اليوم فجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق في احترام الوقت، ومع كلّ ما تمّ تداوله في الأدب التربويّ، وما وضع من نظريات مثالية في العالم العصريّ، والرقميّ عن أهميّة استثمار الوقت.

ولعل من أبرز أسباب عدم احترام الوقت، كما تؤكّد الاستشاريّة بورشك، هو افتقارنا للقدوة الحسنة، كتأخّر المعلّمة، الذي يغرس عدم الاكتراث لدى الطّلبة، أو تأخّر الأب والأم عن التّواجد في مواعيد الأسرة، لأهميّة عملهما وخطورته، أو لوجود خلل ما في الشّخصيّة، يُعزى إلى طريقة التّربية الخاطئة في البيت، والمدرسة، والمجتمع، والتي نقلتْ السّلوك المتوارث إلى الأبناء، فنلمس التأخير المتعمّد في المناسبات بشكل عام، حتى بات الأمر مألوفًا وعاديًا، وننقله لمن بعدنا بكلّ فخر، واعتزاز، واستخفاف بأهميّة الوقت.

صراع نفسي



أما نتائج إهمال الالتزام بالوقت والمواعيد، فتقول بورشك، إنّه يؤدّي إلى صراع نفسيّ داخليّ وخارجيّ، لعدم الشّعور بالرضا عن النّفس، وافتقاد احترام وثقة الآخرين، وهذا يغرس عند الشّخص نفسه، عدم الانضباط، والرغبة في التّسيّب، ويقحمه في مواقف محرجة، تسبّب له الألم النّفسيّ.

كما يؤدّي إلى تدنّي القدرة على التّحكّم بالنّفس، ممّا يولّد القلق، والولع بالسّعي للإثارة، فضلا عن أن أسباب التّأخير، التي تقدّمينها، قد لا تلقى قدرًا من التّعاطف لدى الآخرين في مرّات قادمة، فتفقدين الثّقة بكِ، والتّسامح مع تصرّفاتكِ، ذلك أنّ الانتظار يولّد الغضب لدى الآخرين، وهو دليل على عدم وفائكِ.

وتذكّري أنّكِ تخترقين خصوصيّة الآخرين بتأخّركِ وتفسدين يومهم، وتؤثّرين على مزاجهم بعشوائيّة عدم التزامكِ.

لذا، تلفت بورشك، إلى أنّ من يلتزم بالمواعيد، يتّسمّ بسرعة الإنجاز، ودقّته في تحقيق النّجاحات في الحياة، لأنّه يدرك قيمة الحياة التي يعيشها، ويتفهّم ماذا يعني الوقت، وقيمة اليوم المعاش، وبأنّه لن يتكرّر، فالنّاجحون، هم من يعرفون كيف يديرون حياتهم وأوقاتهم، وفقًا للإنتاج.