اهتماماتك

6 مارس 2019

كيف تُسيطرين على مشاعركِ وتتجنّبين تأثيرها السلبي على قراراتكِ؟

البشر "كائنات عاطفية" لأننا نختبر مجموعة معقدة من المشاعر كل يوم منذ أن نستيقظ حتى نذهب للنوم، وأحيانا تكون تلك المشاعر قوية حتى أنها توجه مسار حياتنا.

مشاعرك تقول لك متى تتخذين إجراء فوريا كي يزول ألمك، وكي تشعري بغضب أقل، وربما حتى يختفي إحساسك بالغيرة أو بالقلق أو التشتت، كما أنها ترشدك متى تستجيبين لمشاعر أخرى كي تحظي بالمتعة والعاطفة التي لم تعرفيها من قبل.

عندما المشاعر تغلب العقل



ولكن، في المقابل، كم من المرات سمعت عن شخص دمر نفسه وعائلته وأطفاله؛ لأن مشاعره غلبت عقله؟، وكم مرة عبرت عن غضبك لتجدي أنه قد ازداد، أو حاولت التمسك بشخص ما لتجدي أنه قد هجرك؟ وهنا تسألين نفسك "لماذا؟".

السبب هو أن مشاعرك قد تخونك ولا تأبه بك، فكثير منا لديه إحساس قوي بمشاعره لدرجة يراها غير قابلة للنقض وقبولها كحقيقة، والمشاعر هي طريقة جسدنا في تزويدنا ببيانات حول العالم من حولنا.

ومع ذلك، فإن الكثير منا يتعامل مع مشاعره كمسلمات لا تكذب، ونفترض أن مشاعرنا تهتم بنا وتريد منا أن نكون سعداء، لكن هذا بعيد جدا عن الحقيقة.

مشاعرك تريد فقط أن تبقيك حية ومنتجة

نعم ليست وظيفة المشاعر أن تسعدنا، فالقلق يبقيك في حالة تأهب للتهديدات وعلى استعداد لاتخاذ إجراء سريع، والغضب يقول لك إن هناك تهديدا عليك تجاوزه، أما غيرتك الرومانسية فهي تريد منك التمسك برغبة قلبك طالما لديك فرصة لذلك، فالغيرة لا تهتم بصحة علاقتك على المدى الطويل أو إذا كنت وحيدة أو محبوبة غدا.

كيف تتجاهلينها؟



استخدمي مشاعرك لتزويدك ببيانات عن محيطك وبمعلومات تساعدك على اتخاذ قرارات جيدة، وتحققي من دقة مشاعرك، فإذا كان قلقك أقوى مما يتطلبه الموقف، فتذكري ذلك في المرة التالية وخذيه باعتباره يشير إلى درجة أقل من التهديد.

أما إذا كنت غير قادرة على تحديد مشاعرك بشكل جيد، فعليك إعادة النظر بردات فعلك، وتأكدي أنه باستثناء حالات الحياة والموت، نادرا ما يكون هناك أمر يستدعي اتخاذ إجراء فوري.

وإذا كنت غاضبة جدا من شخص ما فلا تتسرعي واسألي نفسك، إذا لم أتخذ إجراء الآن، فهل سيتغير أي شيء في هذه اللحظة؟، الجواب عادة لا، فإذا انتظرت لليوم التالي سيكون الغضب أقل ويمكنك الانتظار يوما آخر وقياس غضبك مجددا، وعندها قد تختارين تناسي الأمر والتسامح.

كما تذكري أنك حين تحبين نفسك وتتعاملين باحترام فهذا يعني أن تقبلي مشاعرك السلبية، ولا تعطيها وزنا أكثر مما تستحق، وهذا سيقودك إلى اتخاذ قرارات جيدة على المدى الطويل تعمل على إشاعة الصحة والسعادة في حياتك وحياة الآخرين.