اهتماماتك

30 يناير 2019

تجنبي نشر خصوصياتكِ على وسائل التواصل الاجتماعي.. لهذه الأسباب!

رغم كل الفوائد والإيجابيات التي استحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي بتمكين الجميع ومنهم النساء من التعبير عن أنفسهنّ، إلا أنها تسببت بشكل أو بآخر، بجعل فئة كبيرة منهنّ يقمنَ بنشر خصوصياتهنّ إلى درجة خطيرة كسرت كل الحواجز.

يحصل ذلك بسطوة الصورة والكلمة في الإعلام الاجتماعي على اللاشعور الأنثوي الذي تتباهى به المرأة بأزيائها وبالتغييرات التي تُحدثها في شكلها، مع استعراض إنجازاتها وأخبارها وحفلاتها لغرض الحصول على الإعجابات والتعليقات من قائمة الأصدقاء. وفي كل ذلك تكشف المرأة خصوصياتها دونما حرج أو تكتُّم.

خصوصيات مُعلَنة



"فوشيا" سألت الأخصائي النفسي معاذ عطية العربي عن تأثير هذه الظاهرة على المجتمع، فقال: "منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي والعالم يلحظ سلوكيات غريبة تتمثل بنشر نشاطات الناس وزياراتهم وسفرهم ومناسباتهم العائلية وإعلانها على الملأ".

ولفت إلى أن ظاهرة السيلفي وتصوير الخصوصيات تحولت إلى حالة مرضية في بعض الأحيان ما بين النرجسية والخلل العقلي كما فسرها المهتمون بالدراسات النفسية، والتي كشفوا خلالها كيف تسِم تلك الصور أصحابها بتضخيم الذات، ظناً منهم أنهم أكثر ذكاءً وجاذبية.

تأثير سلبي على متابعيهم

ووفق العربي، فإن لكل شخص ميوله واتجاهاته المختلفة التي ربما يختلف فيها عن ميول ومزاجية من ينشر خصوصياته. هذه الاختلافات بين الناشر والمتلقي، تؤدي إلى نموّ مشاعر سلبية نحو الناشر قد تصل إلى حذفه من قائمة الأصدقاء أو عدم متابعته. ويكون التصرف أشد قسوة وإيلاماً إذا حصل مع المرأة.

وقد تُشعِر الصور المتعددة والمتتابعة للسفر والمطاعم والرفاهية للشخص الناشر بعض متابعيه بالعجز المادي أو النظرة السلبية لقيمه الاجتماعية والأخلاقية؛ فالمرأة التي تستعرض ملابسها أو حفلاتها للمواليد والزواج، تثير نقمة بعض المعوزين أو الإحساس بالعجز والدونية لدى من لا يستطيعون المجاراة.

وأبدى العربي استغرابه ممن يقومون بنشر خصوصياتهم وتحركاتهم وأنشطتهم بصورة تسمح للآخرين باختراقها، نتيجة إحساسه بالقهر أو الغيرة أو لإصابته بالإدمان أو الاضطراب العقلي والهوس بتلك الظاهرة.

كيفية مواجهة تلك الظاهرة

على صعيد الأسرة، هناك بعض الإجراءات الوقائية التي نصح العربي باتباعها لمواجهة تلك الظاهرة، تتلخص بتوعية الأبناء بأهمية عدم نشر توافه الأمور حفاظاً على خصوصياتهم، وتحذيرهم من التقليد الأعمى لما ينشره غيرهم.

هذا إلى جانب متابعة الآباء لحسابات أفراد العائلة ومراقبة ما ينشرونه، وتعويدهم على التخلي عن الهاتف في بعض الأماكن أو ضبط هذا السلوك بعدد ساعات معينة، كوقاية لهم من الإدمان على تلك المواقع، والخضوع لسطوته السلبية على الثقافة والقيم الاجتماعية.