اهتماماتك

18 نوفمبر 2018

هكذا ينعكس تعاطفكِ مع نفسكِ على نجاحكِ في الحياة!

ربما تكون هي المرة الأولى التي تسمعين فيها نصيحة "تعاطفي مع نفسك واغفري لها"، فهو تعبير حديث في علم النفس جرى استخدامه والتوسع فيه من أجل معالجة ما يواجهنا من صعوبات متزايدة في حياتنا اليومية.

فبعد دراسة مدى القوة الإيجابية للتصالح مع الذات والتعاطف معها في العمل، والتي قامت بها الدكتورة لينا جورج، طالبة الدكتوراه السابقة في مستشفى جرادي في أتلانتا، أصبح الباحثون على قناعة بأن التعاطف مع الذات موضوع مهم في علم النفس، ويقدم رؤية فريدة لفهمنا لحسن الأداء في العمل وسبب الإرهاق.

نتائج البحث الذي قامت به الدكتورة لينا على أكثر من ألف شخص، أكدت ضرورة تفعيل التعاطف مع الذات في مكان العمل، وإنشاء مقياس صالح وعملي للتعاطف مع الذات، وأظهرت أن التعاطف مع الذات له تأثير كبير في مكان العمل، كما أظهرت أن التعاطف مع اﻟذات ﯾﻔﺳر ﺑﺷﮐل ﻓرﯾد جودة اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ والإرهاق ﻓﻲ العمل.

وشرحت الدراسة كيف ولماذا يرتبط التعاطف مع الذات بحسن الأداء والرفاه، كما أوضحت أن الركائز الثلاث للتعاطف مع الذات هي، اغفري لنفسك، واعرفي أنك جزء من التجربة الإنسانية المشتركة، واهتمي بالحاضر.



وذكرت الدراسة أن الشركات بدأت باستخدام موظفين يتسمون بالصدق والتواضع، إذ تبين أن الموظفين الصادقين والمتواضعين لديهم آثار إيجابية طويلة الأجل، وتبين كذلك أن السبب هو أن الصادقين والمتواضعين أكثر تعاطفاً مع الذات، وهي الصفة التي تخلق عقلية إيجابية تؤدي إلى زيادة المرونة التي بدورها تسمح للناس بأداء عملهم بمستوى عال من الإنجاز لامتلاكهم نظرة سعيدة وصحية في العمل والمنزل.

وبهذا الخصوص، تبين أيضا أن التعاطف مع الذات يخفض مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول إلى حد كبير عن الإجهاد.

لقد فتحت هذه الدراسة الباب لفهم كيف يمكن للموظفين الأفراد المساعدة في المساهمة في اهتمام حقيقي، فالاهتمام بالنفس قبل الآخرين يشجع الكل على الاهتمام بأنفسهم، مثله في ذلك مثل وضع قناع الأكسجين قبل مساعدة الآخرين على القيام بذلك في إجراءات الطوارئ للطائرة.

ثم إن العمل على التعاطف مع الذات أولا يتحول إلى الخطوة الأولى لمساعدة الآخرين، فالقادة الذين يمتلكون ميزة التعاطف مع الذات يمكن أن يكون لديهم تأثير أشبه بالعدوى ينتشر بين بقية الفريق.

وتقول الدراسة إن واحدة من أكثر الكلمات غرابة وتأثيرا على الكوكب هي الحب، فالحب هو السحر القديم الذي يفوز دائما، وهو كل ما نحتاجه، لكننا أولا بحاجة لتوجيه حبنا داخليا عبر التعاطف مع الذات وسوف ينتشر ليعم الآخرين.



أما للوصول إلى التعاطف مع الذات، فعليك أن تتوقفي قليلا وتعترفي بأنك في لحظة التوتر والقلق، وأن عليك الكفاح لتجاوزها؛ لأن الكفاح جزء من العمل.

ولذلك تخلص الدراسة إلى النصيحة القائلة "لا تخجلي من التعاطف مع نفسك؛ لأنها فرصة ذهبية لمساعدة نفسك وبالتالي مساعدة الآخرين".