اهتماماتك

22 أبريل 2018

متى يَقبل الزّوج السّعودي الجلوس بجانب زوجته أثناء قيادتها السيارة؟

بعد السعادة التي تلقتها سيدات المملكة العربية السعودية، جراء قرار السماح لهنّ بقيادة السيارات، ولطالما كان من أكثر القرارات الذي كنّ ينتظرنَه بفارغ الصبر، ما زلنَ يترقّبنَ ويتطلعنَ الآن إلى تأقلم رجال المملكة مع هذه الفكرة، التي شعرنَ أنها أنصفتهنّ ومنحتهنّ الاستقلالية المطلقة.

في الوقت نفسه، ما زلنَ يخشينَ من أية عوائق تقف أمام قيادتهنّ، منها طبيعة العلاقة بين الجنسين، والمتعلقة بقوامة الرجل على المرأة ومسكه زمام الأمور.

كيفية تأقلم الرجال مع هذا القرار؟

من ناحيته، أوضح الأستاذ والاستشاري النفسي الدكتور علي الزهراني، من المملكة العربية السعودية لـ "فوشيا" بأنّ الهدف من تأخير قيادة المرأة للسيارة كان لدرء المفاسد، ورغم تعوّد السعوديين عموماً على هذا الأمر زمناً طويلاً، إلا أنهم سيجدون صعوبة في التأقلم مع هذا الوضع الجديد، وخصوصاً الرجال، ولكن كأيّ مجتمع، سنتأقلم مع القرار تدريجياً لا محالة.

مؤكداً أنّ أيّ مجتمع يمرّ بمتغيّرات سريعة وبطيئة، ويعكس مدى انفتاح المجتمع وانغلاقه على سيرها، إما بشكل سريع أو بطيء؛ فالمجتمع في مكة والمدينة وجدة (بحكم أنها بوابة مكة) سيتقبل الأمر بسهولة، بخلاف المدن الداخلية، أو الجبلية، التي تحتاج بعضاً من الوقت، لقبول فكرة قيادة المرأة للسيارة.

والشيء الظريف، بحسب الزهراني، أنّ بعض النساء اللاتي يعشنَ في البادية، المعروفة بأصالة مجتمعها وقوة العادات لديها، يقدنَ السيارة منذ فترة طويلة، ومع ذلك لم يجد الرجال حرجاً في ذلك.

فهل يقبل فكرة الجلوس بجانب زوجته وهي تقود السيارة؟

رأى الزهراني، أنّ إحداث أي تغيير يحتاج إلى فترة لكي يصبح مألوفاً في المجتمع، فلا بدّ أنْ يبدأ به الأشخاص المنفتحون، ثم رويداً رويداً سينتقل إلى الأشخاص الأقلّ انفتاحاً للّحاق بركبهم، لتصبح هناك نسبة كبيرة متقبّلة للفكرة، على أنها أمر عادي، دون الخوف من عادات وتقاليد القبيلة.

"وهذا ما يعني أننا نحتاج لمسألة الوقت فقط لقبول هذا التغيير الذي طرأ على المجتمع السعودي، رغم صعوبة الأمر لدى بعض الأسر الأصيلة والمتمسكة بأصالتها والتي لن تحيد عن مبادئها "قيد أنملة"" حسب قوله.



الأستاذ والاستشاري النفسي الدكتور علي الزهراني