اهتماماتك

5 ديسمبر 2017

سارة السحيمي.. المرأة السعودية التي كسرت 3 حواجز

في أيلول الماضي أعلنت المملكة العربية السعودية قرارا اعتبر سابقة في المملكة، وهو السماح للنساء بقيادة السيارة، إلا أنه قبل أشهر من ذلك، جاء إعلان مذهل آخر، ففي شباط الماضي انتخبت سارة السحيمي رئيسة لمجلس إدارة "تداول"، سوق الأسهم السعودية، وأصبحت المرأة الأولى والوحيدة التي تحتل هذا المنصب، ليس في السعودية فحسب، بل في الشرق الأوسط، ويكتسب تعيينها أهمية كبرى في بلد لا تتجاوز فيه نسبة النساء العاملات 20%.

هل حطمت السحيمي، 37 عاما، الحواجز؟، الواقع أنها في حياتها المهنية قد حطمت ثلاثة حواجز وهي لا تزال شابة، فهي أول رئيسة لإدارة الأصول في شركة "جدوى" للاستثمار، وأول رئيس تنفيذي في أحد البنوك الكبرى، وأول امرأة تترأس أكبر بورصة للأوراق المالية في الشرق الأوسط، ومن غير المثير للدهشة أن تعتبرها السعوديات الشابات منارة يهتدين بها.



تشهد المملكة العربية السعودية تحولا زلزاليا في مجال حقوق المرأة، والذي بدأه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقد دفع هذا التحول العديد من النساء إلى مواقع في السلطة كان يحتلها الرجال منذ عقود، ونجاح السحيمي دليل على ما يمكن للمرأة السعودية أن تنجزه.

تخرجت السحيمي من جامعة الملك سعود ونالت درجة البكالوريوس في المحاسبة بمرتبة الشرف الأولى، ثم أتمت دورة في برنامج الإدارة العامة في جامعة "هارفرد"، ورغم أن دورها الحالي يعطيها مكانة مهنية هامة، فإنه يحمل معه الكثير من التحديات، فمهمتها الأساسية هي التجديد في البورصة لاجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وهي تبذل جهدها لإقناع وكالات التصنيف والوساطة بإدراج "تداول" في مؤشرات الأسواق الناشئة، وحسب الخبراء، فإن الإصلاحات التي قامت بها حتى الآن تبشر بالخير.

وتصر السحيمي على تجاهل الحواجز الاجتماعية واللوجستية التي تواجهها النساء، والتركيز على المهمة التي تؤديها، وترى أن هذا هو ما يجعلها تتعلم الكثير، وتضيف: "إنه يمنحك الثقة؛ لأنك تعرف التفاصيل، وعندما تعرف التفاصيل، فإن هذا يمنحك الكثير من القوة ".

وما زال من المبكر التنبؤ بحجم النجاح الذي يمكن أن تحققه السحيمي، لكن من الصعب التقليل من أهمية تعيينها في هذا المنصب.

لقد بدأت النساء السعوديات بالانضمام إلى سوق العمل بعد عقود من القيود على العديد من المهن التي يمكن أن يعملن فيها، وقد سجل القطاع الخاص في البلاد زيادة كبيرة في عدد الموظفات في السنوات الأخيرة، ويمثل تعيين السحيمي في منصبها الحالي تغيرا حقيقيا ومثيرا في موقف الحكومة السعودية.

وتقول السحيمي: "دوري هو أن أكون مجرد مثال، ونوذج في الوقت نفسه، أقول للمرأة السعودية الشابة أن تركز على ما تقوم به ولا تولي اهتماما للعقبات التي يمكن أن تقف في طريقها، سواء كانت حواجز حقيقية أو وهمية".