من المعروف أننا عندما نصل إلى منتصف العمر فإن الكثيرات منا يصبن بالاكتئاب، وهذه المعلومة  شائعة ولها تفسيرات كثيرة.

لكن  دراسة جديدة نشرتها مجلة سايكولوجي توداي خرجت من التفسيرات القديمة ، حيث وجد أحد الباحثين صلة بين الاكتئاب والصراعات القديمة التي قد تكون البنت عانت منها مع الأم والأشقاء، والتي يمتد تأثيرها حتى خلال سنوات منتصف العمر، وهذه الصلة قوية بوجه خاص بالنسبة للمرأة أكثر منها لدى الرجل.

الدراسة بحثت  التحولات في بالعلاقات مع أفراد الأسرة، وأفضل مثال على ذلك هو الآثار العاطفية عندما يكبر الأطفال ويبدأون بترك المنزل: وهو ما تسميه النساء "العش الفارغ".

 وتقول الدراسة  إن هذه هي هي المتلازمة التي تختبرها معظم النساء. وتسهم في المزاج المكتئب للكثيرات.

 التوتر المستمر

البحث الجديد يسلط الضوء على شيء آخر، فقد وجد أن نوعية علاقتك مع والدتك ومع أشقائك وشقيقاتك، سوف تؤثر على صحتك النفسية في سنوات منتصف العمر من حياتك.

ووجدت الدراسة دليلا على أن التوتر المستمر مع الأم والأشقاء- على غرار الخلافات بين الأزواج- يرتبط بالاكتئاب، وكما يشير صاحب الدراسة ميغان جيليغان، فإن منتصف العمر هو الوقت الذي عادة ما يعود فيه الأخوة للقاء معا لرعاية الآباء والأمهات، وهو وقت محوري لأن العلاقات الأسرية التي كانت متوترة سابقا قد تواجه المزيد من التوتر، والمزيد من الضغط النفسي وبالتالي المزيد من الشقاق.

العلاقة مع الأم أقوى

ولعل أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة هي أن العلاقة بين الأمهات والبنات أكثر قوة. ووجدت أن التوتر السابق بين الأمهات والبنات يصبح لاحقاً مؤشراً أقوى للاكتئاب لدى البنات مما هو عليه بين الأبناء.

ويضيف الباحث: "نحن نعلم أن الأمهات والبنات في مرحلة البلوغ لديهن علاقات أكثر حميمية لكنها ايضا أكثر تضاربا. وهي علاقات قوية حقا. وحين يبدأ الأبناء الكبار بتوفير المزيد من الرعاية للأهل، فإن البنات هن غالبا من يقدمن الرعاية لأمهاتهن".

 وتنتهي الدراسة الى التنبيه على  أهمية همية العلاقة بين البنت وأمها، والتي يمكن أن يستمر أثر التوتر فيها طوال العقود اللاحقة من الحياة ، وأبرز مظاهرها ما يسمى " اكتئاب منتصف العمر "