اهتماماتك

22 أكتوبر 2017

التشهير بالمتحرشين.. ترند عالمي يصل المجتمعات العربية

أظهرت إحصائية نُشرت مطلع الأسبوع الحالي أن كلمة "التحرش" وردت في حوالي 40 ألف تغريدة مصرية خلال 24 ساعة.

وجاءت هذه الكثافة الملفتة في حجم الحديث العربي عن التحرش، في أعقاب المبادرة العالمية التي انطلقت من أمريكا تحت عنوان: "أنا أيضاً"، والتي تدعو النساء للحديث الصريح عن حوادث تحرش تعرضنَ لها في حياتهنّ.

مناسبة الحملة العالمية التي وصلت للمجتمعات العربية، جاءت من الفضيحة التي أصابت المخرج والمنتج في هوليوود، هارفي واينستين، الذي تكشف وقائع مذهلة عن حجم وفظاظة التحرشات التي قام بها مع ممثلات ونجمات عملنَ معه في أفلامه، من بينهنّ أنجلينا جولي.

المدراء المتحرشون بموظفاتهم



لا يختلف اثنان، على ضرورة تشديد العقوبات على المتحرشين، سواءً في الشارع أو في المكتب، وقد نصّت التعديلات القانونية المصرية الأخيرة على مضاعفة عقوبة السجن والغرامة المالية على المتحرش الذي يستخدم سلطته الوظيفية على المرأة العاملة معه ويتحرش بها، علماً بأن آخر الدراسات التي أصدرها المركز المصري لحقوق المرأة، أظهرت بأن 83% من النساء يتعرضنَ للتحرش، منهنّ 64% بشكل يومي.

وفي هذه الأجواء العربية والدولية المستنفرة الآن لتغليظ العقوبات على المتحرشين، ولدعوة النساء لعدم التردد في كشف الذين يستهدفونهنّ، فقد ظهرت دراسات أكاديمية لا تناقش الحق والضرورة في معاقبة المتحرشين، وإنما تقول بأن التحرش لن ينتهي من العالم مهما تشددت عقوبته، فهو مثل السرقة والقتل، جرائم إنسانية نشأت مع الإنسان منذ الخليقة، ولن تنتهي إلى ما شاء الله.

ليس كل الرجال مفترسين



الدراسة نشرها موقع "أوزي" الأمريكي هذا الأسبوع، وفيها دعوة إلى أن يكون العقاب والتشهير، مرفقين بحملات مستمرة للتوعية والتحذير من التحرش، وتبيان أن ليس كل الرجال "مفترسين" جنسياً، وإنما هي ثقافة وأخلاقيات لا علاقة لها بالجنس أو العرق أو الوظيفة، فكما أن هناك رجالاً متحرشين، هناك أيضاً نساء متحرشات.

الثقافة أولاً وأخيراً

وتنتهي الدراسة إلى أن تغليظ العقوبات على المتحرشين مسألة ضرورية لصيانة الأمن الاجتماعي، ورفع الضغط النفسي والحياتي عن المرأة، لكن الواجب يقضي على الجميع، أن يعرفوا بأن التحرش مثل بقية أنواع الجرائم التي رافقت وستظل ترافق الناس، تستوجب باستمرار تربية المجتمعات على ثقافة احترام الآخر وضبط النفس، لأنه "مَن أمِن العقاب أساء الأدب".