اهتماماتك

27 أغسطس 2017

هل ما نفكر به مطوّلاً يتحقق مستقبلاً؟ الإجابة عند الدكتور حسن سعادة



الدكتور حسن سعادة

يعد المعتقد، خلاصة ما فسّره الفرد من أفكار تجاه ظاهرة معينة، بحيث أدت إلى تكوين قناعة ثابتة عنده يصعب تغييرها، وله أهمية بالغة في طريقة تفكير الفرد واتخاذ قراراته، كما يكون له الأثر البالغ في تحديد مصيره.

ويمكننا معرفة معتقدات الأشخاص وأفكارهم من خلال لغتهم وإيماءاتهم ومشاعرهم وسلوكياتهم الثابتة تجاه مواقف معينة.

فما دور المعتقدات والأفكار في حياتنا؟

حول هذا الموضوع قال أخصائي الإرشاد والصحة النفسية للأسرة والطفل الدكتور حسن سعادة لـ "فوشيا" إن الأفكار التي تتوارد إلى مخيلتنا قد تتعدد، وتحتل جزءاً من تفكيرنا اليومي، ويصبح ما نفكر به محور اهتمامنا، وإن ما يشغل تفكيرنا نتحدث به غالباً إما مع أنفسنا، أو مع من حولنا، ونبدأ حينها بالبحث عن أمور مرتبطة بما نحلم به، ويصبح للتفكير معنى جوهري في أسلوب حياتنا.

ومن هذه الفلسفة، بحسب سعادة، نستنتج أن الفكر والمعتقد من متطلبات تحقيق الذات الواقعية، ومن هنا يصدر السلوك، وقد يصبح ما نفكر به تحقيقاً لسلوك خرافي نمتثله، لذلك نجد أنفسنا لا نلبس لوناً معيناً أو نخرج بهذه السيارة أو نلبس هذه العباءة مثلاً، لأن ذلك يعرّض الشخص لمشكلة ما قد تحدث لارتباط ذلك بمعتقدات ذاتية لديه.

وهل من الممكن تحقيق ما نعتقده؟

أوضح سعادة أن الأفكار التي نتبنّاها يجب أن تكون ضمن ما هو ممكن تحقيقه وليس مستحيلاً، وأن الإنسان يولد وهو مستعد وراثياً لتحقيق ما لديه من أفكار.

وضرب مثلاً على ذلك بفكرة "أنا شخص بارع في السباحة"، ما يعني أن هذا الشخص سيتجه لمشاهدة كل ما يتعلق بتعلّم السباحة، ومن ثم ممارستها وتجريبها وصولاً إلى مرحلة إتقانها، بحيث يصبح شخصاً بارعاً في الحقيقة، وعند تكرار هذا المعتقد فإنه يصبح جزءاً مهماً من ذاته الشخصية.

وقال سعادة: "إن الإنسان أسير معتقداته وأفكاره، لذلك عليه تعديل معتقداته بما يتناسب مع رؤيته وطموحه".

وأضاف سعادة أن التفكير السلبي الذي ينتج عنه رؤية سلبية لتصوراتنا المستقبلية، سيقودنا بطريقة شعورية أو لا شعورية إلى تحقيقها ببساطة، وضرب مثالاً على ذلك: "أنا أكره المدرسة" ستؤدي بالشخص الذي يكرهها لعزوفه عن الذهاب إليها، وعدم قبول فكرة الدراسة فيها تحت أي ظرف.