اهتماماتك

18 يونيو 2017

كوني ملكة الثواني الأربع الأولى.. وإلا فتقبلي حكم الآخرين!

الأشياء العظيمة في حياتنا تتطلب منا أن نتميّز لنستحق امتلاكها، وتميزنا يُترجَم بطموحنا الكبير وبديهتنا الحاضرة في اقتناص الفرص التي تقلص المسافة ما بيننا وبينه.

ولطالما كانت بضع ثوانٍ مصيريةٍ في حياة الإنسان، سبباً في شقائه أو نعيمه الأبدي بحسب قدرته على استثمارها بالطريقة المناسبة.

فإن كنتِ تبحثين عن انطباعات جيدة مع المحيط، لديك أربع ثوانٍ فقط!




 

قد يعتقد البعض أن الحب من النظرة الأولى وليد الصدفة في الحياة، فيقول أحدهم: "لقد أحببتها من النظرة الأولى" وحتى بدون لقاء مباشر أو حوار قائم فكيف ذلك؟

اكتشف الإنسان منذ بداية نشوء الحضارات أهمية الانطباع الأول في ترسيخ المعتقدات والأفكار عند الآخرين، فملوك الفراعنة مثلاً وأثناء ظهورهم النادر، كانوا يرتدون أقنعة وألبسةً خاصة تضفي عليهم صورة الآلهة في عيون العامة، وكذلك قادة الجيوش، ففي مظهرهم العام هيبة مصطنعة من خلال تصميم الملابس والخوذ وحتى الدروع التي تجعلهم يبدون أضخم وأقوى مما هم عليه في الحقيقة.




 

ويؤكد كيفين هوغان الحائز على إجازة الدكتوراه في علم النفس أن لجاذبية الإطلالة والمظهر العام وقعاً بالغ التأثير على الآخرين، وقد يعني هذا استخدام مساحيق الزينة مثلاً بالنسبة للنساء، ولكن أكثر ما يعنيه على الأرجح هو الاحتفاظ بوزنك منخفضاً، بعد معرفتك لحقيقة أن الخصر النحيف هو عامل كبير في تقييم الناس لبعضهم البعض، وأن البدانة هي من أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالكثير من الأمراض، فقد تمت برمجتنا جميعاً على الميل بشكل لا يمكن مقاومته إلى استثمار حياتنا مع الأصحاء، وخاصة أولئك الذين سنشاركهم الحياة .

وفي دراسة لألبرت ميرابيان يقول فيها إن التواصل غير الشفهي والمظهر الخارجي يشكلان نسبة 50% إلى 80% من أثر التواصل.




وهو ما يؤكده الدكتور سعد عبدالرحمن، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، حيث يرى أن الانطباع الأول الذي نكونه عن شخص ما له أهميته الكبرى عند التفكير في إقامة علاقة دائمة مع الآخرين، وإذا نفّذَ الشخص الخطوة الأولى بطريقة خاطئة، فإن العلاقة المستقبلية لن تكون مريحة تماماً، إذ من الصعب إعادة الثقة بعد زعزعتها مع الآخر إلا إذا كانت تحكمك به صداقة طويلة ومتينة.

وذهبت دراسة أسترالية إلى أن الانطباع الأول هو الذي يدوم لفترات طويلة، فخلايا المخ تصنع الأحكام المفاجئة حتى قبل أن تتخذ قراراً واعياً حول الشخص، لذلك عندما يقابل الإنسان أحداً للمرة الأولى، يصدر أحكاماً فورية عن شخصيته بناء على مظهره الخارجي، إلا أن الأبحاث الحديثة ترى أنه يتم إعطاء هذه الأحكام حتى قبل أن يكون لدينا وقت لتشكيل أو تجميع أفكارنا، خلال زمن لا يتعدى الـ ( 4 ثوانٍ ).




لذلك فالملابس، والزينة، والمجوهرات، والساعة، والجوارب، والحذاء، والمعطف، والنظارة، وكل ما يتعلق بمظهرك الخارجي، من شانه أن يحقق أو يهدر أي علاقة حتى قبل أن تفتحي فمك لتنطقي بحرف واحد!.

الأشخاص المميزون نادرون، ولكنكِ تستطيعين أن تكوني مميزة بلباسك ومشيتك وطريقتك في ملء الفراغ من حولك بطاقتك الإيجابية.

ومع أنه ليس بإمكانك تغيير ملامح وجهك، لكنك تملكين القدرة على تغيير عبوسك وتجهمك إلى ابتسامة.

إن الثواني الأربع الأولى تصنع كل الاختلاف في هذا العالم فلا تتجاهليها.