اهتماماتك

28 مايو 2017

من هو الشخص المتعالي؟ وكيف يمكن التعامل معه؟

يمكنك تمييزه والتعرف عليه من شكله وكلامه ومشيته ونظرته، وكذلك طريقة تعامله مع الناس، لأنه وبتلك التصرفات يحاول إبهار الآخرين به، حتى إن لم يكن ناجحاً بحياته بشكل عام.

ومن نقصده هنا، هو ذلك الشخص المتعالي، المتكبر، المتعجرف، المغرور، صفات كلها تصب في مشكلة نفسية وداء يتصف بها الإنسان الذي يعتقد أنه أفضل من غيره بكثير، سواءً من ناحية المال أو العلم أو المنصب أو الجمال والجاه، ورغم أنه يستميت للحصول على المنصب والمكانة العالية، إلا أنه ينظر لغيره بنظرة دونية، كمن لا مثيل له، ولا يمكن تكراره.

قد تشعر بالملل وأنت تسمعه دائم التحدث بصيغة "الأنا المتضخّمة"، عن نفسه وعن عبقريته وذكائه وقدراته الفائقة وعلمه، مستخدماً أسلوب المقارنة بينه وبين غيره من الناس، كي يثبت أنه الأفضل منهم قدراً، محقّراً من شأنهم بكافة الطرق، دون أن يعطي لنفسه مساحة من الصمت والراحة، وإذا تكلم أحدهم، فإنه يقاطعه ويعترض على أقواله.

أسباب الوصول إلى حالة التعالي



إذا وُجه للشخص في مرحلة الطفولة، الكثير من الانتقادات، حتماً سيتحول إلى شخص متكبر عندما يكبر، بحيث يلجأ للتعالي كوسيلة دفاعية يستخدمها عقله الباطن ليحميه من الانتقادات، والتقليل من أهميتها بالنسبة له، وكأنها لا تعنيه إطلاقاً.

وقد يتعالى الشخص جراء شعوره بعدم اهتمام الناس به، أو ملاحظتهم لوجوده، فعندما يفشل في الوصول إلى ذلك الشعور بطريقة طبيعية فإنه ينقلب إلى شخص مغرور تعويضاً للنقص الذي انتابه.

وبحسب علماء النفس، يعاني المتعالي من مرض يجعله عديم الاستقرار نفسياً، متقلب المزاج والمعنويات بشكل دائم، سريع الانحراف والتذبذب ما بين التعالي واحتقار الذات، دائماً ما يمر بفترات كبيرة من القلق والاكتئاب والأرق.

هل من طريقة للتعامل مع المتعالي؟



يصعب على المتعالي كي يتخلص من صفاته السابقة أن يعترف بعيوبه، وأنه متكبّر لدرجة تفوق الحد، لذلك قد يكون من المستحيل معالجته بسهولة.

ويبقى علاجه والحل الوحيد لمشكلته النفسية متوقف على المحيطين به، من خلال تقديم النُّصح والإرشاد له بعدم المبالغة في تكبّره وتعجرفه، وتعريفه بعيوبه، وأنه مهما بلغ في المنصب والجاه والمال سيبقى إنساناً عادياً وعليه أن يتواضع، فالتواضع من سمات الكرام، ويجب معاملته بشكل عادي، والتوقف عن معاملته على أنه عظيم، وأنه في حال تمادى في تكبره سيخسر علاقاته مع الآخرين، وربما يزيد من عدد أعدائه في المستقبل.

إضافة إلى ذلك، على كل شخص يحاوره أن يرتب أفكاره ويحدد الهدف من وراء محاورته، محاولاً الاتصاف بالهدوء والواقعية، مع ضرورة عدم انتقاد المتعالي أمام الآخرين، تحسباً من ردة فعله القاسية، والأهم من ذلك عدم استخدام الأسئلة المفتوحة معه أو الحوارات الطويلة، ففيها يجد فرصته للكلام عن نفسه دون التوقف.

ومن ناحية أخرى، إذا كان الشخص المتعالي قريبا منك أو شخصا مهما بالنسبة لك، فعليك أن تلفت انتباهه تجاه أخطائه بطريقة لبقة وبطريقة غير مباشرة حتى لا تخسره كصديق، وأيضاً مساعدته على اكتشاف حجم تعاليه الزائف، ومدى انعكاسه سلباً على حياته بشكل عام، وتذكيره بمقولة: "ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع".