اهتماماتك

10 مايو 2017

كيف تكونين امرأة ناجحة اجتماعيًا؟

نجاح المرأة في مجتمعها مطلب يجب أن تحققه في جميع الميادين، إلا أن البعض منهنّ يعانينَ من عدم القدرة على الانسجام مع الآخرين والخوف من التعامل مع الناس، وبناء علاقات جيدة وقوية، قد يكون لافتقارها إلى الكفاءة والذكاء الاجتماعي وعدم القدرة على إبراز شخصيتها ومعالمها، التي هي من أهم الأمور التي تميزها عن أخرى، سواءً كان في عملها أو الجلسات العائلية التي تتواجد فيها.

فهل من عوامل مطلوبة كي تكون المرأة ناجحة اجتماعياً؟



حول هذا الموضوع أجاب الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي لـ "فوشيا" أن عدة عوامل تقف وراء نجاح المرأة اجتماعياً، منها: أن تتحلى بالقيم الأخلاقية والجمالية التي يتميز به مجتمعها، المبنية على صدق التعاون والتعامل والتنافس الشريف وعدم المبالغة والمباهاة بما لا تملكه.

وبيّن الخزاعي أن على المرأة الاعتزاز والافتخار بأنوثتها، وأن تحترم خصوصية المجتمع الذي تعيش فيه من حيث اللباس والعادات والتقاليد.

وأما من ناحية حياتها الأسرية، تكون المرأة ناجحة اجتماعياً إذا احترمت بيتها وزوجها وأطفالها وأسرتها بشكل عام، وقدّرت جيرانها وكل من حولها، بالإضافة إلى تقديم محبتها لجميع من تعرفه، وفق الخزاعي.

وبيّن أن هذا سينعكس حتماً على أولادها، فإن كانوا كذلك، من حيث تربيتهم وتعاونهم مع المحيطين بهم، سوف يُقابَلون بالمعاملة ذاتها ممن حولهم، والإشادة بأخلاقهم، وهذا ما يؤكد أن المرأة قد نجحت بأن تكون مقبولة في المجتمع وقادرة على إحكام أمورها هي وأولادها مع من حولها.

 



أما في محيطها الذي تعيش فيه، فيؤكد الخزاعي أن مشاركة مجتمعها بالأعمال التطوعية قد يكون سبباً آخر في نجاحها، وكذلك الزيارات الاجتماعية لأقاربها، وتقديم يد العون والمساعدة لمن يحتاج.

ومن جانب آخر حول هذا الموضوع، أوضحت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني لـ "فوشيا" أن المرأة يجب أن تتمتع بما يسمى "الذكاء الاجتماعي"، لأنها حال امتلكت هذا الذكاء، حتماً تستطيع إيجاد طرق عديدة للتواصل مع الآخرين.

ومن أهم محاور الذكاء الاجتماعي، بحسب السوداني، أن تتصالح المرأة مع ذاتها، أي الاعتراف بعيوبها سواءً كانت جسدية أو نفسية، وعدم المباهاة بما لا تملكه، ومن هنا يمكنها فتح المجال للتحاور مع الآخر وبسهولة مطلقة، بعيداً عن الكذب والتزوير في صفاتها.

وإن لم تكن متصالحة مع ذاتها، فإنها ستجد كل الصعوبة في التعامل مع الناس، وبهذا ستتحول لإنسانة فاشلة وغير مقبولة اجتماعياً، تنفّر كل من حولها، وفق السوداني.



كما بيّنت أن "تصغير الأنا المتضخّمة" عند المرأة عامل مهم عليها أن تركز عليه كي تنجح في مجتمعها، ولا تتحوّل إلى إنسانة لا ترى إلا نفسها، مستفِزّة لغيرها، وأنها على صواب وغيرها على خطأ، وهذا ما يتطلب تدريبها لتصبح "الأنا" لديها طبيعية، والبدء بتقديم الاحترام والقيمة لغيرها من الناس، عندئذٍ ستحصد قبول الآخرين، والحصول على التغذية الراجعة منهم، وهذا سيميزها بالنجاح الاجتماعي وإن بدا بشكل تدريجي، وتلك هي ذروة التواصل الجيد.

وبحسب السوداني، يجب أن تنطبق تلك العوامل على حياتها كاملة، سواءً في بيتها أو عملها أو في الشارع أو مع البائع، ويجب أن تكون القاعدة واحدة عندها، ولأنها حُكماً تحمل نفس الشخصية.