اهتماماتك

19 أبريل 2017

الشخص السيكوباتي: أنا ومن بعدي الطوفان..!

ما إن تراه للوهلة الأولى، يبهرك بوداعته ووسامته وحديثه عن صفاته الحسنة، ومظهره الذي يوحي بالالتزام، ولكنك قد تُصاب بالذهول من وجهه الثاني وما يتضمنه من صفات، فإذا ما اقتربت منه أكثر ستعرف أن شخصيته المركبة تحمل صفة المخادع والمراوغ، وعديم الانتماء، لا يملك أي احترام لا للقوانين ولا للأعراف، يسعى وراء سعادته وملذاته ويستغل الجميع لتحقيق مبتغاه.



تلك الشخصية المركبة، تحب السيطرة والعدوانية إلى حد قد يؤذي فيه المقربين له من الأسرة والأصدقاء، وهناك من يطلق عليه لقب "شيطان في صورة إنسان".

يؤكد علماء النفس أن سمات تلك الشخصية تبدأ بالتشكّل قبل سن الخامسة عشرة وعند سن الثامنة عشرة، أي في مرحلة المراهقة، لذلك يمكن التعرف على شخصيته بسهولة، نظراً لوجود عدة علامات تحكي عنها.



إن هروبه من البيت أو المدرسة، أو سرقة البيت أو الزملاء، والكذب المستمر، والاعتداء بالضرب على أشقائه وشقيقاته، وكسر القوانين المنزلية وقوانين المدرسة والعصيان والعنف مع الزملاء ما هي إلا علامات واضحة عليها، وكأنه "إنسان خارج الطبيعة".

ورغم كل هذه السمات، إلا أن أسوأ وأخطر صفة يمكن إلصاقها بالسيكوباتي من وجهة نظر علماء النفس هي الكذب، تلك الصفة التي لا يمكن لأحد اكتشافها عند السيكوباتي بسهولة، لما لديه من قدرة غريبة بل إبداع في كذبه وإقناعه، ولهذا السبب تجده قد خرج عن حدود الأخلاق في تعامله، تصل أحياناً للرشوة والابتزاز والغش والاحتيال.

والأدهى من هذا وذاك، أن يلبس لباس الشخص المُسالم والتّقي والصالح أمام الناس، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون ارتكب جريمة كبيرة في الجانب الآخر، ودون أن يراه أحد.

أصناف الشخصية السيكوباتية

الصنف الأول وهو السيكوباتي المتقلب العاجز



المتميز بالأنانية، ولا يستقر على عمل، لأنه وأثناء أداء عمله يخلق مشاجرات ومشاحنات، يحب تعدد الزوجات رغم عدم قدرته على تحمل مسؤوليتهنّ لأنه حقق مراده منهنّ، ولأنه أناني ولا يفكر إلا بنفسه بكل الأحوال.

أما الصنف الثاني فهو السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال



يعد أكثر سوءاً وأقل شيوعاً من الصنف الأول، وبهدف تحقيق ما يريد قد يدوس على كل ما يعترض طريقه، لو وصلت به الأمور للقتل، مصائب غيره لا تعنيه، والغريب أن يحتل بعض أصحاب تلك الشخصية مناصب عليا نظراً لانتهازيتهم وذكائهم وقدرتهم الفائقة على التحايل، واستخدام شتى الطرق لتحقيق هدفهم.

السيكوباتي اجتماعياً وجنسياً



من وجهة نظر علماء النفس، هو زوج وأب فاشل في إدارة حياته وأسرته نظراً لسلوكه الجنسي المضطرب، علاقاته غير الشرعية لا تنتهي، لذلك يتسم بالشذوذ الجنسي أيضاً.

ولأنه يوصف بالشيطان على صورة إنسان لا يهمه إذا تعاون معه من أجل مصلحته، خائن للدين والوطن والعادات والقوانين.

هو باختصار، أستاذ الكذب ومختلق الأعذار لتبرير أفعاله السوداء، والمتلذذ بإيذاء الآخرين والسيطرة عليهم، وسرقتهم دون الحاجة الفعلية للمال، إنه "السيكوباتي".