اهتماماتك

18 أبريل 2017

"الشخص الكاريزمي" يبقى في الذاكرة والوجدان.. فهل أنت كذلك؟

هو يملك من القدرات الهائلة الحد الذي لا يمكنك نسيانه، ويبقى في ذاكرتك وأحاسيسك ووجدانك، يسيطر عليك، يجذبك من النظرة الأولى، وقادر على لفت نظرك إليه.

"الشخصية الكاريزمية" أو "سحر الشخصية" أو "الجاذبية الشخصية" مسميات متنوعة يحملها من يملك قدرات تأسر الآخرين وتلهمهم وتجذب انتباههم بشكل غير اعتيادي، ويحاول كل من يراه تقليده في أفعاله وصفاته.



في البحث الذي قامت به كل من مؤسسة ستاندفورد وجامعة هارفارد ومؤسسة كارنيدج اتضح خلاله أن ما نسبته 85% من أسباب الحصول على الوظيفة والتقدم فيها يعود لمهارات الأشخاص ومعرفتهم في الاتصال والتعامل مع الآخرين، بعيداً عن قدراتهم التقنية والمعرفية، وهذا الأمر مرتبط بالشخصية الكاريزمية، لكونه إنسانا اجتماعيا ونشيط اوسريع البديهة، يعشق التحدي ولا يعيقه شيء، عنده من الثقة ما تقنع الآخرين به وتجعله محبوباً بين الناس.

من ناحية أخرى، أوضح البروفيسور ريتشارد وايزمان أن عوامل عدة قد تعطي من الشخصية صفة الكاريزمية، أولها يكمن في الإحساس العميق بمشاعرها الذاتية، وثانيها في القدرة على تمرير المشاعر نحو الآخرين، وآخرها المناعة ضد الكاريزما الخارجية.



وعلى صعيد المشاهير، اتّسمت العديد من الشخصيات بأنها "شخصيات كاريزمية" صاحبة حضور وإعجاب جماهيري، على سبيل المثال، في المجال الرياضي تميز مايكل جوردن وبيكهام زيدان بأن لهما كاريزما عالية، بينما في المجال الفني فلحقت الكاريزما بكل من ألفيس برسلي ومايكل جاكسون وجورج كلوني عدا عن نسبة كبير أطلقت عليهم صحافة هوليود لقب "أنصاف الآلهة"، وأما في المجال السياسي فكانت الكاريزما صفة من نصيب غيفارا وكينيدي وكلينتون وتشرشل وغاندي ومانديلا وباراك أوباما.



وخالفت الدراسات الحديثة التي أثبتت أن الكاريزما ما هي إلا عبارة عن سلوكيات وتصرفات قابلة للتعلم والاكتساب بالمثابرة والاجتهاد، النظريات القديمة التي آمنت بإلهية الكاريزما واعتبرتها ملاصقة للشخص منذ لحظة ولادته، أما البروفيسور ريتشارد وايزمان فقد قدّر ما نسبته 50% من الكاريزما كجزء طبيعي يلتصق بالإنسان منذ ولادته، والباقي يتم اكتسابه بالممارسة والتعلم.

لذلك، إذا أراد أي شخص اختبار نفسه ما إذا كانت تنطبق عليه صفات "الشخصية الكاريزمية"، يمكنه أن يسأل نفسه عدة تساؤلات، منها: إن كانت عنده القدرة على التعبير بلغة العيون دون الحاجة للتكلم، أو امتلاك مهارات الاستماع الجيد؟ أو القدرة على التأثير في الأشخاص من خلال صياغة كلام منمّق ومتّزن؟ وهل لديه القدرة على التأثير في الناس، والتكيف مع الآخرين وإيجاد الحلول العملية الذكية للمواقف؟ أو إن كانت عنده القدرة الكافية للتحكم بانفعالاته وإظهارها بأسلوب إيجابي مؤثر في الناس نحو التغيير، والتمتع بما يعرّف بـ "الحدس" أو سرعة البديهة؟ إن كانت إجاباتك عن هذه التساؤلات إيجابية، فحتماً أنت صاحب شخصية جذابة وكاريزمية.

إن الشيء الجميل فى الكاريزما أنها تجعل مالكها قوياً بدون أن يُضعف الآخرين لأن قوته يستمدها من داخله وليس من الآخرين.