اهتماماتك

4 أبريل 2017

المرأة المهووسة بالتسوق.. إنفاق كبير وندمٌ أكبر!

تقوم المرأة المهووسة بالشراء بدون دوافع منطقية أو استهلاكية، بشراء أشياء لا تحتاجها أو فائضة عن حاجتها، ثم تصيبها حالة من الشعور بالندم والتسرع في شراء تلك الأشياء غير اللازمة، فتقوم في اليوم التالي بإعادتة أو استبدال ما اشترته.

وبحسب الحالة المرضية، فإن كان منشؤها ناتجاً عن وسواس قهري أي "ضرورة شراء ما تراه أمامها"، أو عبارة عن منشأ سلوكي، ويقصد به اعتيادها على النزول إلى السوق والتسوق وصرف المال.



د. احمد عبد الخالق

حول هذا الموضوع، أوضح اختصاصي الطب النفسي ومعالجة الإدمان الدكتور أحمد عبد الخالق لـ "فوشيا" أن المنشأ الوسواسي، وهو الأعقد كحالة، يتلخص بعمليتيْ "الشراء ثم الندم"، حيث تشعر المرأة بعد شراء ما لا تحتاجه بحالة من الذنب والإحباط لأنها لم تستطع مقاومة فكرة التسوق، وفي كل مرة، تأخذ عهداً على نفسها بعدم تكرار هذا الأمر.

وأوضح عبد الخالق أن الإصابة بهذا الوسواس لا يتوقف فقط عند الإناث، بل للرجال دور في ذلك، حيث تبلغ نسبتهم حوالي 30%، بالمقابل 70% من الإناث اللواتي يُصبنَ به.

وعن الأسباب التي تؤدي إلى هوس الشراء عند المرأة، بيّن عبد الخالق أنها تتلخص بمايلي :

عدم قدرتها على ضبط أعصابها وانفعالاتها



لمجرد ما ترى أمامها أي شيء تحبه دون تفكير مسبق بمدى الحاجة له.

إصابتها بحالة من الوسواس القهري للشراء



ما يعني إن لم تشترِ هذا الشيء، قد يحدث لها مصيبة معينة، فتلجأ لشرائه تخفيفاً للوسواس الذي يلاحقها.

الإحباط



وأضاف بالقول: "إن الإحباط، والذي أعده سبباً ثالثاً لهوس الشراء القهري، يتمثل بوصول المرأة إلى حالة تجعلها تفرّغ عن ضيقها و"تفشّ غلّها" في تسوق أشياء غير لازمة، نظراً للمشاعر السلبية التي تعيشها في حياتها بالمجمل".

رغبة المرأة الدائمة بالتجديد




بينما السبب الرابع فأرجعه الاختصاصي لرغبة المرأة الدائمة بالتجديد، لاعتقادها بأن تغيير الأشياء والتميز بشرائها "فأل خير"!.

الخوف من المستقبل



وأضاف "أما آخر الأسباب، فتتعلق بخوفها من المستقبل، لذلك تشتري عدة قطع من الشيء بدلاً من القطعة الواحدة، خوفاً من عدم قدرتها على اقتناء مثل تلك القطع في المستقبل أو نفادها لاحقاً".

أعراض وعلاج إصابة المرأة بهوس الشراء

إن الحصول على لذة الشراء تتم حتى لو توافرت الأشياء لدى المرأة مسبقاً، ولكنها مجرد فكرة شراءٍ وبذخ شديد، وهي أحد أعراض إصابتها بهذا الهوس، وحينها قد تلجأ لاختلاق الكذب وافتعال القصص للحصول على المال وشراء شيء ما، لتكتشف أنت لاحقاً أنها اشترت شيئاً بلا فائدة، على حد تعبير عبد الخالق.

مضيفاً أن تلك المرأة المهووسة قد تكتب شيكات أو تستدين المال، وقد تلجأ لتوقيع أوراق ضمان لدائنها، مقابل أن تشتري كل ما وقع نظرها عليه، وبعدها تشعر بالذنب والندم.



أعراض أخرى بيّنها عبد الخالق، بحق المرأة المهووسة بالشراء منها ظهور وتفاقم الخلافات الأسرية بينها وبين زوجها نظراً للإنفاق العالي غير المنطقي وطلباتها التي لا تنتهي، وفي حال حصلتْ على المال فتعمل على التقطير والتقصير في حقّ الآخرين مقابل إشباع رغباتها في الشراء كي ترتاح من التفكير.

العلاج

ويكمن العلاج بحسب الاختصاصي حسب تقييم الحالة إن كانت فكرة سلوكية أم وسواسية، حيث يتطلب علاج الحالتين بجلسات علاجية متكررة وقد تصل لعلاجات دوائية، وبالإجمال، إذا تمت السيطرة عليها يمكن التخفيف منها والعودة إلى الحياة الطبيعية، وإن صعُبت السيطرة عليها، فقد تؤدي إلى تدمير الحياة الزوجية والانفصال بسبب هذا الهوس.