اهتماماتك

12 مارس 2017

المراهقة... مرحلة وردية تحياها الفتاة وتستدعي الانتباه!

المراهقة أو "العالم الوردي" مرحلة مهمة في حياة كل إنسان، ورحلة يشعر خلالها بكينونته ووجوده، ويتطلع إلى الميل لتجربة حظوظه العاطفية مع الجنس الآخر، ومن ناحية الفتاة، فتشعر خلال هذه المرحلة بأنها شخصية مرغوب فيها، وتبدأ تتلمّس ظهور الصفات الأنثوية، والتي تحب أن تُظهرها أمام الآخرين.



ولما تتميز به المرحلة من اضطرابات نتيجة التغيرات الهرمونية عند الجنسين، ينتج عنها تقلب وتغير المزاج نوعاً ما، والرغبة في فرض الوجود، ما يجعلها معقدة، وحدثاً أساسياً في الحياة، وتجربة اجتماعية عادة ما تُقابل بالرفض من الأسرة والمجتمع.

أما مراهقة الفتيات فتحدث في الفترات العمرية ما بين 14 – 20 عاماً، وتمسّ شريحة كبيرة منهنّ في هذه الفئة العمرية وتحمل في طياتها الكثير من العلامات والإشارات الدالة على دخول الفتاة فيها، فما هي؟

علامات وقوع الفتاة في الحب أثناء المراهقة



أخصائي الأمراض النفسية والعصبية الدكتور عبد الله أبو عدس يبين لـ "فوشيا" إن حالة التّوَهان والشرود الفكري الذي تعيشه الفتاة، وكأنها في مكان آخر، أقرب إلى العالم الوردي، الخالي من أية مشاكل، العالم المليء بكلمات الحب والجمال والألوان، ودخولها في مجموعة من السيناريوهات العاطفية، ما هي إلا دلالات واضحة على دخول ابنتهم هذه المرحلة، ونظراً لحساسية هذه الجزئية، دائماً ما نرشد أولياء أمور الفتاة بالتعامل معها بحذر.

تُصاب الفتاة في هذه المرحلة بحالة من التمرد، ترى خلالها أن معشوقها هو كل اهتمامها، وتبدأ برفض القوانين الأسرية، وتعليمات والديها، وأي شيء قد يقف في وجهها، لأن حبها هو ما يشغل بالها على مدار اليوم بأكمله.



ومن أهم العلامات التي نطالب أولياء أمور الفتاة المراهِقة بالانتباه لها - يوضح أبو عدس - أنه حال وقعت في الغرام، لن يخطر ببالها تبعات هذا الأمر أو عواقبه، إنما في اللحظة الرومانسية والوردية التي تعيشها، والتي قد تقودها إلى تصرفات غير مقبولة لدى الأسرة، كأن تخرج مع حبيبها، أو ربما تحدث بينهما علاقة جسدية، إن لم ينتبه أهلها إلى كل هذه العلامات، لأنها فترة مليئة بالعاطفة والخيال أكثر مما هي حب حقيقي مبني على واقعية وتخطيط سليم.

يشير أبو عدس إلى أن استماع الفتاة إلى الأغاني الرومانسية، أو قراءة الروايات وكتب الشعر التي تتغنى بالحب، أو الإفراط في مشاهدة الأفلام الرومانسية بالإجمال العام، واضطراب دور النوم لديها، كالسهر طوال الليل والنوم الطويل في النهار، وكذلك الانخفاض التدريجي في شهيتها للطعام، والاهتمام الزائد بمعالمها الخارجية مثل شعرها والمكياج والملابس، كلها علامات ودلالات واضحة على مراهقة الفتاة، وعلى الأسرة أن تنتبه كل الانتباه لهذه المسلكيات.

المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها الفتاة المراهِقة



يقول أبو عدس لـ "فوشيا": "واحدة من المشكلات التي يمكن أن تواجه المراهِقة، في حال أحبّت شاباً وكان حباً من طرف واحد، فإن هذا حتماً سيسبب لها مشكلة فعلية، لأن الأنثى بشكل عام، تميل إلى الاحتوائية والعلاقة المنفردة، ولا تميل إلى التعددية في العلاقات، بخلاف الشاب الذي يفضل التعددية في العلاقات الغرامية لما يتمتع به من حرية أوسع، ما ينتج عنه إصابتها بحالة من الشرود الفكري جراء التفكير المتواصل به، وصولاً إلى الدخول في حالة من الاكتئاب".



ويشير إلى أن كل هذه العلامات في كفّة، والحب في مرحلة المراهقة المرتبط بالرغبات الجنسية في كفة أخرى، وهذا ما يجب وضعه تحت المجهر؛ فلا يمكن تفسير الرغبات الجنسية على أنها حب، بل إنه "فخّ" يمكن أن تقع فيه العديد من المراهقات، فإشباع الرغبة الجنسية تُفتر العلاقة بين المراهِق والمراهِقة، فإذا كان الهدف من هذا الحب هو العلاقة الجسدية، ستكتشف لاحقاً أن هذا لم يكن حبّاً حقيقياً، فإنها قد تكون فريسة لمثل هذه النزوات الجنسية من طرف الشاب، نظراً لعدم خبرتها الكافية في الحياة، ولما تتميز به هذه المرحلة من وجود الرغبة الجنسية، وبالتالي يسهل على الطرفين إقامة العلاقة الجسدية.

كيف يتعامل الأهل مع الفتاة خلال مراهقتها.؟



إن انتقال الفتاة من عالم الطفولة والدخول إلى العالم الأنوثة، فلا هي طفلة ولا فتاة ناضحة، كما أن سلوكياتها قد لا تُفهم من طرف أسرتها، يجعلنا كأخصائيين، ننصحهم بعقد جلسات حوارية هادئة، ومناقشتها حول التربية الجنسية، وحول السن المناسب للزواج، والشروط الواجب توافرها حتى يكون الزواج ناجحاً، ومسؤوليات المنزل والزوج، بحسب ما أوضح أبو عدس.

وقال: "قد يُواجَه الأهل في زيادة العناد والحدّية والتمادي في التصرفات غير الصحيحة عند المراهِقة إذا عوملت بالعنف والإهانة والصراخ والعصبية، فهذا لن يُجدي معها نفعاً، بل عليهم منح القيمة الفكرية والعقلية لابنتهم المراهِقة".



وانتهى أبو عدس إلى ضرورة التقرب من المراهِقة وتوضيح مخاطر انجرافها نحو المسلكيات غير الموزونة، وتنمية الإحساس لديها بمراقبتها الذاتية لتصرفاتها قبل مراقبتها من أسرتها التي يجب أن تضع دستوراً أسرياً يشرح لها الحقائق في مرحلة مبكرة من عمرها، لاكتمال الصورة عندها، كي تصبح قادرة على اتخاذ قراراتها، حتى لو كانت بسيطة، بما يتوافق مع الدستور المنزلي والقيم في المجتمع الذي تعيش فيه.