اهتماماتك

28 فبراير 2017

احذري الإفراط في العمل.. إنه قاتل!

يتميز كثير من الأشخاص بعادة الاستماتة في العمل، والإنسان الجدي في عمله سواء أكان رجلاً أم امرأة هو شخص على قدر كبير من الأخلاق، هذه مسألة متعارف عليها اجتماعياً ودينياً، لأن الإخلاص في العمل يعدّ جزءاً من الضمير الحيّ، وهو أيضًا واحدة من أهم ميزات المجتمعات المتحضرة التي تؤمن بقيمة العمل في تقدم الدول، غير أن الإفراط فيه وجعله محوراً للحياة، كالإفراط في كل شيء يحمل مضاراً كثيرة.

في عصر التكنولوجيا والحواسيب والحياة التي تقوم برمّتها على البرمجيات، خرج العمل من قالب التوقيت الإداري والحصص، كما أن التهافت على الإنتاج سواء من طرف الأفراد أو المؤسسات، جعل العمل يدخل إلى البيوت، ويتعداها للاستحواذ على أوقات الراحة والترفيه والهوايات والعائلة والبيت والأولاد وغيرها، إنه عصر أناني بامتياز ذلك أن العمل أصبح بإمكانه إلغاء كل ما عداه من اهتمامات الشخص، حتى يدخل به رويدا في دوامة انشغال لا يستطيع الفكاك منها، إلا بقرار توزيع أوقاته بإنصاف وإمّا الموت، نعم الموت.



فقد أكدت دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في دورية علم أعصاب الإنسان أن أخلاقيات العمل الجاد صحية ومنتجة، لكن إدمانها والبقاء عليها لفترة طويلة إضافة لثقافة عدم القدرة على ترك العمل، يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وجدت هذه الدراسة أن أكثر من نصف العاملين في العاصمة البريطانية، لندن، يعانون من الإجهاد الناتج عن مواصلة العمل ضمن المنزل، أي العمل عن بعد، خارج الأوقات الرسمية للوظيفة، وكذلك بذل جهد إضافي في التفكير حول مشاكل العمل خارج المؤسسة.

كما أكد الباحثون في هذه الدراسة، أن وجود وسائل الاتصال الاجتماعية المختلفة hyper connectivité ، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة في كل مكان تقريباً ضمن أماكن العمل والمنزل، يساهم في تصعيب الأمر على الموظفين المثابرين الذين لا يحاولون إيقاف العمل إلا في ساعات الليل المتأخرة، وقد استخدمت الدراسة "الأساور" المزودة بأجهزة الاستشعار لمراقبة دقات القلب (HRV) ، عند المشاركين ما بين الساعة 8 صباحاً والعاشرة ليلاً.