اهتماماتك

23 فبراير 2017

عيادات الطب النفسي... حواجز اجتماعية ودينية تعيق الوصول إليها

يخجل كثيرون من المصابين بأمراض نفسية من اللجوء إلى طبيب نفسي لمعالجتهم، جراء خوفهم وحيائهم من الوصمة الاجتماعية العالقة بأذهانهم، والتي اكتسبوها من المسلسلات والأفلام، وكذلك الاعتقاد السائد بينهم بأن من يعاني من أمراض نفسية قد يكون مضطرباً عقلياً أو مجنوناً.

وأثبتت الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية مؤخراً أن الأمراض النفسية إذا لم يتم معالجتها، فهذا يعني إصابة ما نسبته 25% من أي مجتمع بها، وأرجع أخصائيون نفسيون رفض الناس للعلاج النفسي ولجوئهم للطبيب العام أو شيخ المسجد أحياناً، أو العرافين والعطارين وأطباء الأعصاب، من باب الخجل والخوف من نظرة المجتمع لهم، وكأنهم يرتكبون جُرماً أو يخالفون العرف والقانون، لذلك يستبعدون فكرة زيارتهم للطبيب النفسي.



واعتاد الناس على اتهام المريض النفسي سواءً من الأهل أو الأصدقاء، بأنه قليل إيمان أو ضعيف الشخصية، فثقافة الجهل هذه قد تقوده إلى لوم ذاته وتحقير نفسه، وازدياد حالة الاكتئاب، وأحياناً التفكير بالانتحار، بسبب العبارات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي قد تكون هدامة لمن يستفسر عن وضعه النفسي، مثل: "تقرب من الله أكثر" أو "لا تشتكي لغير الله" أو "أنت بخير ولكنْ يُهيأ لك أنك مريض"، وهكذا.

هناك من يعتقد أن العلاج النفسي قد يكون ضد الدين لأن "الشافي هو الله وحده"، أو خوف المريض من العيش في حالة إدمان من الأدوية التي سيصفها له معالِجه النفسي، لذلك يقع الدور كله على الأهل الواجب عليهم تقديم كل المساعدة لمريضهم، وعدم توجيه النقد له أو السخرية منه، لأن سلامته النفسية ضرورية مثلها مثل سلامته البدنية بلا أي فرق.

الطب النفسي ليس علماً حديثاً، بل على العكس، فقد شهد العام 700 ميلادي بناء أول مستشفى متخصص بالطب النفسي في بغداد، ثم تلاه المستشفى الثاني في القاهرة الذي أسس في العام 840 ميلادي، وبذلك فإن العرب هم أول من اهتموا في علاج الطب النفسي، فلماذا لا نقوم بالفحص النفسي بشكل دوري، كفحص الضغط أو السكري أو القلب؟