اهتماماتك

22 فبراير 2017

دراسة: أتقني لُغتين وحصني نفسك ضدّ الزهايمر‎..!

يبدو أن إتقان لغات أخرى غير لغتنا الأم ليس مفيداً للحياة العملية فحسب، إذ يشترط نجاحنا في أغلب المجالات القدرة على التواصل مع أكبر قدر من الناس داخل هذا العالم المفتوح، وأيضاً الإلمام بثقافات أخرى عبر إتقان لغاتها، بل إن فائدة التكلم بأكثر من لغة تجاوزت ذلك لتكون مؤثرة على صحتنا العقلية، وتساهم في حفظ ذاكرتنا من التلف عبر التقدم في العمر، وتقينا بالأساس من الإصابة بمرض الزهايمر الذي أصبح منتشراً بكثرة هذه الأيام عندما نصل إلى سنّ معينة.



فقد كشفت دراسة حديثة عن علاقة وطيدة بين الحديث بلغتين منذ سن الطفولة وبين الإصابة بمرض الزهايمر، حيث تبيّن للباحثين أن الأشخاص الذين يتكلمون لغتين منذ سن مبكرة، يتأخر لديهم ظهور مرض الزهايمر لمدة 5 سنوات مقارنة بالأشخاص الذين يتحدثون بلغة واحدة.

أُجريت هذه الدراسة على 85 مريضاً بمرض الزهايمر حيث تبين أن المرضى ممن يتكلمون لغتين كان لديهم حماية ضد مضاعفات هذا المرض، وفي حالة توافر هذا الشرط، فإن لهؤلاء قدرة أكبر على التواصل مع المساحات الرئيسية في المخ، وخاصة تلك الأجزاء التي تتحكم في " الرقابة التنفيذية".



الدراسة التي قامت بها جامعة فيتا- ساليوت سان رافائيل، ونشرتها مجلة "ناشيونال أكاديمي أوف ساينز" (الأكاديمية الوطنية للعلوم) توضح أن التأثير الإيجابي الأكبر كان بين الأشخاص ذوي القدرة الأكبر على استخدام أكثر من لغة، أي أولئك الذين كانوا يستخدمون لغتين عبر سنوات حياتهم وبكثرة، فهؤلاء تظهر عليهم أعراض الزهايمر أقل حدة من أولئك الذين استخدموا لغة واحدة أو استخدموا لغتين بقدر أقل.



يدعم هذا الاكتشاف الذي أظهرته الدراسة نظرية "الاحتياط الإدراكي"، ففي حين أن مرضى الزهايمر يستحيل علاجهم، فإن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات أعلى من التعليم قادرون على التغلب لفترات أطول على هدر المخّ الذي يتسبب فيه مرض الزهايمر.