اهتماماتك

21 ديسمبر 2016

الصابون الحلبي يلجأ إلى ضواحي العاصمة الفرنسية..!

تضررت العديد من القطاعات بسبب الحرب والنزاعات الدامية التي تعرفها سوريا، أغلقت على إثرها معظم الشركات والمعامل وتجمدت الاستثمارات المحلية والدولية.



وجد الصابون الحلبي الذي اشتهر منذ آلاف السنين بخصائصه المرطبة والمهدئة ملاذه في العاصمة الفرنسية. إذ نقل خبير سوري في صناعة الصابون تقنيته وخلطته التقليدية التي يشتغل بها منذ 35 عامًا، إلى إحدى الشركات المتواجدة في ضواحي باريس، وتحديدًا بالمنطقة الصناعية سانتيني. تأتي هذه المبادرة بهدف إعادة إحياء صناعة الصابون الحلبي والحفاظ على هذا الإرث العربي القديم.



صحيح أن هذا المصنع الباريسي لا يمت للسوق السوري المليء بالمحلات التجارية التقليدية بأي صلة، إلا أنك فور دخوله، تستطيع تذوق النفحات الأريجية للزيتون والغار الموضوعة في أروقته التي تعج بأكوام من ألواح الصابون الجافة. وستتم جميع مراحل التصنيع هناك، من قياس واختيار المكونات والصب والتقطيع والتجفيف على الطريقة التقليدية التي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة.



اشترك في هذا المشروع كل من الخبير في صناعة الصابون حسن حرستاني، وسمير قسطنطيني الذي يعمل في مجال مستحضرات التجميل والمالك لشركة "اليبيا" Alepia منذ سنة 2004.



بسبب الأزمة التي تشهدها سوريا، غادر حسن مع عائلته البلاد وتوجه إلى فرنسا، يقول متنهدًا: "أجبرنا على مغادرة بلدنا ومنازلنا وأصدقائنا وأعمالنا. كانت منطقة حلب لوحدها تضم ما يقارب خمسين مصنعًا للصابون، أما الآن فلا يزال ثمة اثنان أو ثلاثة كحد أقصى".



بالرغم من أن الصابون الحلبي يصنع اليوم في فرنسا، إلا أنه ما يزال يعد إنتاجًا سوريًا وحلبيًا أصيلاً. يقول سمير قسطنطيني: "الصابون الحلبي يعكس سر المهنة وخلطات منتقلة أبًا عن جد. عندما يفتح طاه فرنسي مطعمًا في نيويورك مثلاً، يبقى مطبخه فرنسيًا وليس أمريكيًا. وهو الأمرنفسه بالنسبة للصابون الذي ينتجه خبير وصانع الصابون المعروف حرستاني".