صحة ورشاقة

11 نوفمبر 2022

أزمة منتصف العمر : تغييرات جسدية حتمية لكن رعبك منها مسألة اختيارية

تمر النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ45 والـ55 عامًا بما يسمى بـ"أزمة منتصف العمر"، وقد تعتبرها البعض منهن جزءًا من الطريق إلى الشيخوخة، لكن أظهرت الدراسات الحديثة أن اعتبار هذه الفترة بالأزمة مسألة اختيارية تعود للقدرة على فصل العمر عن العيش المأزوم.
في هذه الفترة العمرية الحتمية تبدأ تظهر علامات مثل انكماش اللثة والسمنة، وبعض التغييرات الجسدية والعاطفية مع تقدم العمر، بالإضافة إلى الشعور بالقلق من الشيخوخة.
وربما يعد ذلك أمرًا حتميًا، لكن تأزيمه للحياة اليومية يمكن أن يكون مسألة اختيارية تحكمها قدرتكِ وإرادتك وثقافتك، وفق دراسة نفسية نشرها موقع " سايكولوجي توداي".
أظهرت دراسة مسحية بريطانية نشرتها المجلة الدولية للتنمية السلوكية أن 59 بالمئة فقط من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع وتراوحت أعمارهن بين 40 و49 عامًا، أفدن أنهن تعرضن لهذه الأزمة.
كما وجد مكتب الإحصاء الأسترالي أن اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 و54 عامًا كن أقل عرضة للرضا عن حياتهن.
لكن دراسات إحصائية أخرى خرجت بنتائج أقوى وأكدت عدم وجود علاقة بين منتصف العمر والشعور بالضيق الشديد.

الشيخوخة والتجارب الإنسانية العالمية





وتنقل الدراسة ما تصفه بأنه حقائق علمية وإنسانية غير مفاجئة لأحد، مفادها أن التجارب الإنسانية العالمية (مثل الشيخوخة) تنطبق على كافة مناطق ومجتمعات العالم، مصحوبة في معظم الأحيان بأعراف ثقافية حول الشيخوخة وإدراك المجتمع لقيمة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن سن معينة؛ ما يعني أنه أمر طبيعي ومقبول أن يشعر الفرد بالتوتر عندما يصل إلى هذا العمر.
وتعرض الدراسة نماذج لما يحدث للجميع عندما يبدأ التدهور الجسدي للفرد مثل الحاجة إلى النظارات ثنائية البؤرة أو ظهور التهاب المفاصل، وكذلك مع أول أزمة صحية كبيرة، حيث تبدأ المرأة على سبيل المثال بالشكوى وكأنها مسألة شخصية فردية تخصها هي فقط، أو تبدأ تتصرف وكأنه تحول سلبي حتمي في حياتها اليومية.
ويضيف التقرير أن هذا النمط من ردود الفعل المصحوبة بالتوتر تجاه الدخول في عتبة عمر الـ 45 أو 50 أو 60، هي مسألة اختيارية لكن نتائجها السلبية مؤكدة؛ ما يعني أن هلع المرأة في هذا السن مسألة يتوجب عليها أن تتعامل معها وجدانيا بالمنطق الموضوعي الذي يحميها من سلبيات كابوس يومي يحسسها أن وضعها الفكري والعقلي يتراجع بطريقة حرجة.
هذا التراجع ليس في العلوم الصحية ما يحتّمه، وبالتالي فإن الرعب منه هو مسألة نتوارثها أو نصنعها نحن بأنفسنا .
وينقل التقرير عن دراسة تعتمدها الجمعية الأمريكية لعلم النفس تفيد بأن القدرة اللفظية والقدرة العددية وكذلك المنطق والذاكرة اللفظية قد تتحسن عند بلوغ منتصف العمر؛ ما يقطع علميا بأن أزمة منتصف العمر لا تنتج عن الانخفاض الفعلي في نشاط العقل.

دراسات نتائجها إيجابية





وتظهر دراسات أخرى متخصصة أن الأشخاص الذين أثبتوا أنهم كانوا في سن الرشد أكثر مرونة، يميلون أن يكونوا أقل تأثراً بتحديات الأربعينات والخمسينات من العمر.
الأمر يتفاوت حسب التربية والاستعداد والإرادة، فبينما يتعامل البعض مع هذه التأثيرات بسلوكيات غير صحية، يجد البعض الآخر أنها الحافز الصحيح للتفكير في تحسين وضعهم وتغيير الوظائف وإجراء تعديلات إيجابية أخرى في حياتهم.
الخبر السار في التقرير النفسي هو أن الدراسات تظهر أن معظمنا يخرج من الأزمة بحلول منتصف الخمسينات من العمر.
وهناك أخبار أفضل تذهب الى أن التعافي من الأزمة يستمر في الستينات من العمر، ما يعني أن العلاج الحقيقي لهذه الأزمة يتمثل بالصبر والوقت والإرادة، بالإضافة إلى تثقيف الشباب مبكرا بهذه الحقائق العلمية من أجل أن يتفهموا أنها مرحلة عمرية حتمية، ونفسيا صعبة، لكن تحويلها الى أزمة هي مسألة اختيارية.