يعد استخدام الهواتف المحمولة جزءا أساسيا من الحياة العصرية، ومن الطبيعي أن تجدي هاتفك في يدك معظم اليوم. لكن ربما أصبحت تعتمدين بشكل مفرط على هاتفك المحمول بطريقة تصل حد الإدمان الذي يخلق إشكالات اجتماعية داخل المنزل وخارجه ، وهي مسألة تجدين بين ذوي الاختصاص النفسي من يرى حلا لها

ما هو إدمان الهاتف؟

تُستخدم كلمة "إدمان" لوصف أي سلوك مفرط يؤثر على الحياة اليومية. وعلى الرغم من أن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول ليس معترفا به رسميا على أنه إدمان، إلا أنه من الممكن أن يؤثر على حياة الشخص ويتسبب في مشاكل العلاقات. ويعتبره العديد من المتخصصين "سلوكا مضطربا" يجب علاجه.

أعراض إدمان الهواتف الذكية

في دراسة أكاديمية أخيرة تم وضع قائمة لمعايير التشخيص لإدمان الهواتف الذكية، وقد وصفت أعراض إدمان الهواتف الذكية على أنها نمط ضار لاستخدام هذه الهواتف، وتتضمن ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية على مدى ثلاثة أشهر:

· عدم القدرة المتكرر على مقاومة الدافع لاستخدام هاتفك الذكي

· القلق أو الانفعال إذا لم تستخدمي الهاتف الذكي

· استخدام هاتفك الذكي لفترة أطول مما يجب

· رغبة مستمرة، أو محاولات فاشلة، للإقلاع عن استخدام هاتفك الذكي أو تقليله

· قضاء وقت مفرط في استخدام الهاتف الذكي على الرغم من المشاكل الجسدية أو العقلية الناتجة عن ذلك

تذكر الدراسة أيضا أعراضا أخرى محتملة لإدمان الهواتف المحمولة:

· يعرضك للخطر (مثلا، النظر إليه أثناء عبور الطريق)

· يعيق علاقاتك أو دراستك أو أداء عملك

· مضيعة للكثير من الوقت

كما أظهرت بعض الأبحاث وجود صلة بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والعديد من حالات الصحة العقلية، والتي تشمل الاكتئاب والقلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. أما لدى المراهقين والشباب، فقد يتسبب استخدام الهاتف الذكي في حدوث مشاكل في الوظيفة المعرفية والاندفاع، وحتى تغيرات في حجم المادة الرمادية التي تشكل الطبقة الخارجية للدماغ.

نصائح لإدارة استخدام الهاتف المحمول

إذا كنت قلقة بشأن تأثير استخدام هاتفك على عملك أو علاقاتك، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لإدارة الوقت على هاتفك.

ضعي حدودا بمساعدة هاتفك

من الجيد وضع حدود. تحتوي معظم الهواتف الذكية على وظائف مدمجة لمساعدتك على الحد من استخدام الهاتف. إذا وجدت أنك تقضين معظم الوقت على تطبيقات معينة فيمكنك استخدام إعدادات هاتفك لإنشاء مؤقتات للتطبيقات الفردية بحيث تتلقى تنبيها إذا تجاوزت الحد اليومي.

حددي ما يحفزك

أثبتت إحدى الدراسات أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة، بما في ذلك:

· الرغبة في التواصل الاجتماعي

· تعزيز الصفات التي تجعل استخدام الهاتف جذابا، مثل الأصوات الجذابة والرسومات والميزات اللمسية

· تجنب الإحراج، مثل فحص هاتفك لتجنب موقف محرج.

قد يساعدك تحديد محفزاتك، وأي مخاوف أساسية قد تدفعك إلى الاستخدام المفرط للهاتف المحمول.

ضعي هاتفك بعيدا عن متناول يدك في الليل

استخدام الهاتف الذكي وقت النوم له تأثير ضار على جودة النوم. بدلا من شحن هاتفك في غرفة نومك، يمكنك شحنه في غرفة أخرى. لكن إذا كنت ترغبين في النوم باستخدام أحد تطبيقات التأمل أو الاستماع إلى الموسيقى عليك وضعه بعيدا عن متناول يدك.

تقليل الإخطارات الخاصة بك

تتمحور إدارة الإدمان على الهاتف حول تقليل الإغراء، وعدم سماع صوت إشعار وارد يجذبك للعودة إلى هاتفك. حاولي استخدام وظيفة "الرجاء عدم الإزعاج" بهاتفك خلال ساعات معينة، أو قومي بإيقاف تشغيل الإشعارات لجميع التطبيقات باستثناء التطبيقات الأهم بالنسبة لك. يمكن أن تكون هذه طريقة فعالة لتذكير نفسك بأنك تتحكمين في هاتفك، وليس العكس.

أخيرا؛ قد يبدو التوقف عن استخدام الهواتف المحمولة أمرا شبه مستحيل. ولكن إذا كنت قلقة بشأن اعتمادك على هاتفك، عليك اتخاذ الخطوات التي يمكنك بواسطتها البدء في تغيير علاقتك بهاتفك.