صحة ورشاقة

18 أبريل 2022

هل يمكنك حماية جسمك من أضرار التوتر المزمن؟

ربما سمع بعضنا من قبل عن تلك المقولة التي لطالما رددها باحثون وأطباء عن أخطار التوتر والإجهاد، والتي تحذر من مغبة الانخراط في التوتر، لأنه قد يؤدي للوفاة.

وبينما قد يرى بعضهم أن تلك المقولة بها بعض المبالغة، لكنها تعكس إلى أي مدى يمكن أن يضر التوتر بجسمك في نهاية المطاف، خاصة وأن هناك دراسات كثيرة سبق أن أثبتت ذلك بالنتائج العملية، التي بيَّنت إلى أي مدى قد يصل الضرر الناتج عن التوتر.

ومع تحول شعور التوتر إلى جزء لا يتجزأ من نمط حياتنا في ظل تزايد المسؤوليات والمهام والسرعة التي صرنا مطالبين أن نواكب بها المتغيرات والظروف من حولنا، صارت أجسامنا تتعامل بشكل أو بآخر مع هذا التوتر، وتسعى بشتى السبل للسيطرة عليه.




ورغم تأكيد أطباء من عيادات كليفلاند كلينك أن أجسامنا مهيأة للتعامل مع التوتر والسيطرة عليه، لكنهم نوهوا في الوقت نفسه بأن التوتر يلعب دورا مهما في الطريقة التي يتكيف بها الجسم على المواقف والظروف الجديدة التي يتعرض لها باستمرار.

وأضافوا أنه يدفع الجسم للدخول في حالة تعرف بـ "استجابة الفر والكر" التي تعني بتغيير معدل نبض القلب، طريقة التنفس، مستوى الرؤية أو كل ما هو مطلوب لتجاوز الموقف.

ومع هذا، فإنه مع تكرار التوتر الناتج عن متطلبات العمل والحياة الخاصة، قد تنتج بعض التأثيرات الضارة بالصحة، ما يتسبب في ظهور أعراض مثل الألم وارتفاع ضغط الدم.




ومن دون الحصول على فترات راحة واسترخاء للتخلص من تبعات هذا التوتر المتكرر، ربما يصاب الجسم بتوتر مزمن، وهو ما قد يؤدي لإصابته بمتاعب وأمراض مختلفة.

والشيء الذي يجدر بنا الانتباه إليه بهذا الخصوص هو تلك النتائج التي خلصت إليها دراسة أجريت في العام 2017 ووجدت أن نسبة تتراوح من 75 إلى 90 % من الأمراض التي تصيب الإنسان تكون مرتبطة بطريقة استجابة الجسم للتوتر الذي يتعرض له.

وبالنسبة للسؤال الأهم الذي قد يطرحه البعض في غضون ذلك وهو "هل من طريقة يمكننا التصدي بها لآثار ذلك التوتر المزمن؟" – فقد رد على هذا السؤل دكتور أويف أودونوفان، أستاذ الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، بقوله "نتعرض لمواقف تُسَرِّع من إصابة خلايانا بالشيخوخة، ومع هذا، فإننا نبقى قادرين بعد ذلك على إيقاف تلك العمليات وربما إلغاء أو حتى عكس بعض من تلك التأثيرات جزئيا".




طرق مثبتة بحثيا للتصدي لأضرار التوتر المزمن

1- النوم، حيث ثبت أن حصول الجسم والدماغ على قسط كاف من النوم ليلا أمر يسمح لهما بالتعافي من حالة الالتهاب التي تصيبهما عند الإصابة بتوتر مزمن في أي موقف من المواقف.

2- الانتظام في ممارسة الرياضة، حيث ثبت أنه يحد بشكل كبير من تأثيرات التوتر على الجسم.

3- اتّباع نظام غذائي صحي؛ إذ إنه يخلق بيئة مناسبة للخلايا كي تتعافى من التوتر والالتهابات.

4- الاهتمام بإنماء العلاقات الإيجابية المثمرة، التي تقلل الشيخوخة البيولوجية الناتجة عن التوتر.