ربما بدأت تروج بعض المراكز الصحية مؤخرا لخدمة تدليك التصريف اللمفاوي، والهدف من هذا التدليك هو تصريف الجهاز اللمفاوي، علما بأن هذا الجهاز هو عبارة عن شبكة من الأنسجة والأعضاء التي تساعد على تخليص الجسم من السموم والفضلات.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن "هل تلك الطريقة دقيقة علميا؟ أما أنها مجرد طريقة لكسب المال وتحقيق الربح؟" وهو ما سنستعرضه من خلال السطور التالية.

ما الذي تفعله جلسات تدليك التصريف اللمفاوي؟

ردت على ذلك أخصائية التدليك، ميا شونيسي، بقولها "نظرا لقيام الجهاز اللمفاوي بإخراج السموم من الجسم، فإن التصريف اللمفاوي يعمل على تسريع عمل الجهاز اللمفاوي الطبيعي في الجسم، وهو المسؤول عن اخراج السموم، الالتهابات، الفيروسات والبكتيريا من الجسم".

وتابعت شونيسي بقولها "يمكن لتدليك التصريف اللمفاوي أن يساعد مَن يتعرضون لتورم في أذرعهم أو سيقانهم أو من يخضعون لعمليات استئصال ثدي، شفط دهون وعمليات جراحية كبرى. وثبت أن من يخضع لتدليك التصريف الليمفاوي، يقل لديه الانتفاخ والتورم أسفل الذقن وتحت العينين، كما تقل لديه الهالات السوداء أسفل العينين".

هل تدليك التصريف اللمفاوي فعال؟

رد على ذلك دكتور كريس ايري، الذي يعمل مديرا طبيا بأحد المراكز الطبية في بريطانيا، بقوله إن هناك بعض الحالات الصحية التي تتسبب في تراكم سائل لمفاوي في منطقة معينة، ومن ثم يمنع الجهاز اللمفاوي من تخليص الجسم من النفايات والسموم. ولهذا قد يكون تدليك التصريف اللمفاوي مفيدا في تحسين الدورة الدموية اللمفاوية.

ووجدت مراجعة بحثية نشرت في مجلة "العلاج اليدوي" أن تدليك التصريف اللمفاوي يساعد على تقليل التيبس والاكتئاب وتحسين جودة الحياة لدى الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي.

كما وجدت مراجعة بحثية أخرى أن هذا التدليك قد يساعد في تقليل الوذمة اللمفية (وهو تورم في الساقين أو الذراعين)، لكن هذا التأثير قد لا يكون دائما، وهو ما يعني باختصار أن الباحثين أنفسهم ما يزالون منقسمين بشأن مدى فعالية هذا التدليك ومدى جدواه.

ما الذي يمكن توقعه من جلسات تدليك التصريف اللمفاوي؟

تدليك التصريف اللمفاوي هو تدليك لطيف للغاية، علما بأن الجهاز الليمفاوي يقع تحت الطبقة الأولى من الجلد، أي أنه جهاز سطحي، وهو ما يعني أنه حين يخضع الشخص لهذا التدليك، فيجب أن يكون الضغط الذي يقوم به الشخص المدلك ضغطا بسيطا ولطيفا، وبطبيعة الحال، يجب على المدلك أن يسأل عما إن كان يعاني الشخص من أية مشاكل قبل البدء.

وأشار باحثون إلى أنه حال كان يعاني الشخص من مشكلة صحية، فالأرجح أنه قد يشعر بثمة تعب وليس بتحسن بعد الانتهاء من التدليك، لكن هذا شيء طبيعي ولا يجب أن يمنعه من تكرار التجربة، فقط ينصح بالإكثار من شرب الماء، الحصول على قسط من الراحة، اتًباع نظام غذائي ونمط حياة صحيين والاستمرار في الخضوع لجلسات التدليك. ويبقى الأفضل دوما التحدث مع الطبيب واستشارته في أي شيء قبل تجربة هذا التدليك.