صحة ورشاقة

19 مايو 2021

العلاج بالألوان... فوائد للصحة وتعزيز للمزاج

معروف أن للألوان تأثيرات حقيقية على الأشخاص، وربما كان أوضح مثال على ذلك هو هذا الإحساس بالبهجة الذي يعطينا إياه السير في الطبيعة الخضراء في يوم مشمس. ومثله الإحساس بالراحة الذي نشعر به حين نكون في غرفة ذات ألوان زاهية في الأثاث.

لكن يبدو أن للألوان فوائد علاجية، ورغم أن هذا العلم ما زال في بداياته، إلا أن مجلة " هيلث لاين" تعتقد أنه حان الوقت لنبدأ في الاستفادة منه.

ما هو العلاج بالألوان؟




يعتمد العلاج بالألوان، المعروف أيضا باسم كروموثيربي (chromotherapy)، على فكرة أن الألوان والأضواء الملونة يمكن أن تساعد في علاج الصحة البدنية أو العقلية.

والعلاج بالألوان له تاريخ طويل، إذ تشير السجلات إلى أن العلاج بالألوان والضوء كان يمارس قديما في مصر واليونان والصين والهند.

تقول الأخصائية ولا مهيتيب، خبيرة العلاج بالألوان، إنه علاج طبي تكميلي أو بديل. فالمنتجعات الصحية مثلا تقدم لروادها حمامات البخار المعالجة بالألوان وتدعي أنها توفر لهم فوائد جمة.

العلاج بالألوان والعلم




الحقيقة أن الأبحاث العلمية حول العلاج بالألوان لا تزال محدودة، لكن مهاب إبراهيم، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة أريزونا، يصر على أن للألوان تأثيرات بيولوجية ونفسية على الناس، وأن الوقت قد حان للاستفادة من هذه التأثيرات.

وهناك بعض الأدلة التي تدعم فكرة أن الأضواء الملونة يمكن أن يكون لها تأثيرات على الجسم ومستويات الألم والحالة المزاجية. فالعلاج بالضوء مثلا يستخدم لعلاج الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو نوع من الاكتئاب يظهر عادة خلال فصلي الخريف والشتاء.

كما يستخدم العلاج بالضوء الأزرق في المستشفيات لعلاج اليرقان الوليدي، وهي حالة تصيب الأطفال بسبب المستويات العالية من البيليروبين في الدم ما يجعل الجلد والعينين يتحولان إلى اللون الأصفر.

وعادة يوضع الأطفال المصابون أثناء العلاج تحت مصابيح الهالوجين الزرقاء أثناء نومهم ليمتص جلدهم ودمهم موجات الضوء، وتساعدهم هذه الموجات الضوئية على التخلص من البيليروبين..

تأثير الضوء الأخضر




لقد درس إبراهيم تأثيرات الضوء الأخضر على الصداع النصفي، وهو يؤكد أن نتائجه مشجعة للغاية، وأن العديدين استفادوا من الضوء الأخضر، ولم يبلغ أحد عن أي آثار جانبية.

ويضيف: "ما زلنا في المراحل الأولى... لكن الضوء الأخضر قد يكون بديلا آمنا وفعالا للأدوية التي تساعد المرضى في آلامهم".

محصلة الدراسة تؤكد أن العلاج بالالوان مسألة مثبتة طبيا، حتى وإن كانت الأبحاث لا تزال في بداياتها. وحتى الوصول إلى آفاق أكثر تأييدا، فلا بأس من أن تبدئي باستشعار الألوان التي تشعرين أنها أكثر تفاعلا مع مزاجك، وتجعلين من ذلك أساسا لنهج جديد في المتعة والراحة.