شأنها شأن معظم مشكلات الصحة العقلية الأخرى، فإن اضطرابات الأكل تختلف من شخص لآخر، فليست كل الحالات متشابهة، وهو ما علق عليه باحثون من التحالف الوطني للأمراض العقلية بقولهم: "اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات المرتبطة التي تُسبّب مشكلات جسدية وعاطفية خطيرة. وتنطوي كل حالة على مشاكل حادة على صعيد الأكل والوزن، ومع هذا، فإن لكل منها أعراضها التي تميزها".

ولأن اضطرابات الأكل من الممكن أن تتفاوت بشكل كبير من شخص لآخر، فيصعب علينا معرفة الطريقة التي يمكن أن ندعم بها أحباءنا الذين يعانون من تلك الاضطرابات.

وأوصت بهذا الخصوص دكتور ارين باركس، الباحثة وعالِمة النفس الإكلينيكية، بضرورة التوقف عن قول 5 أشياء لأي شخص يعاني من أي نوع من اضطرابات الأكل.

لم أكن أتصور أبدا أنَكَ تبدو رائعا

فلا داعي لإطلاق أحكام على الأشخاص من أوزانهم، لأن معظم الناس الذين يعانون من أحد اضطرابات الأكل لا يظهر عليهم أنهم "ناقصو الوزن"، فضلا عن أنكِ لا تعرفين ما الوزن الذي تود أجسامهم أن تكون عليه، أو ما هو الشيء الصحي أو الطبيعي بالنسبة لأجسامهم في نهاية المطاف.

ما هو مقدار الوزن الذي فقدته؟ 

لك أن تعلمي أن اضطرابات الأكل يمكن أن تنطوي على فقدان بالوزن، لكنها قد تنطوي أيضا على زيادة بالوزن أو إخفاق في اكتساب الوزن كما هو متوقع. كما لك أن تعلمي أن الأفكار المتعلقة بالطعام وبشكل الجسد تكون مهيمنة على تفكير الناس الذين يعانون من اضطرابات الأكل، ومن ثم يجدر بك أن تركزي على حقيقة مشاعرهم وليس على شكل أو حجم أجسامهم.

أتمنى أن أصاب بفقدان الشهية لكني أعاني من المشكلة المعاكسة

فلا يصح أن تخبري أحدا برغبتك في الإصابة بفقدان الشهية كي تتمكني من فقدان الوزن، فأمر كهذا قد يُحرِج الطرف الآخر الذي يعاني من اضطراب بالأكل، ويتعين علينا جميعا أيضا أن نهتم بسعادتنا أكثر من اهتمامنا بنحافتنا وأن نتوقف عن المساواة بينهما.

أعرف تماما ما الذي مررت به، فكنت أحاول دائما شرب العصائر فقط لكي أبقى نحيفة

وعليك هنا أن تفرقي بين شعور الحزن الذي مررت أنت به شخصيا في تجربتك مع فقدان الوزن وبين شعور الاكتئاب الذي ربما يسيطر على الشخص الذي يعاني من اضطراب الأكل، وأن تعرفي أن شعورك بالقلق ليس نفسه اضطراب القلق الذي يراود الطرف الآخر، والأحرى بك مد يد المساعدة وتقديم ما يلزم من دعم.

لا أعرف رفاقا يعانون من اضطرابات الأكل

والمشكلة أن هناك صورة نمطية عن أن اضطرابات الأكل تؤثر فقط على النساء ذوات الأجسام النحيلة، والحقيقة أن ما يصل إلى 40 % من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل هم من الرجال، فهي تؤثر على الأشخاص من كل الأجناس، الأعراق، الحالات الاجتماعية والاقتصادية، أحجام الجسم والميول الجنسية بشكل متساو إلى حد ما، مع قليل من الاستثناءات، والأحرى بك أيضا هو أن تبادري بمد يد المساعدة وتقدمي ما يلزم من دعم.