يعد الصداع من المشكلات المزعجة التي تثير ضيق الكثيرين، خاصة إذا كان هذا الصداع من النوع المزمن، حيث يترتب على ذلك كثير من التأثيرات. وقالت بهذا الخصوص طبيبة الأعصاب، مولي روسكنيكت، إن هناك عدة أنواع من الصداع التي يجب الاهتمام بمعالجتها وعدم الإهمال فيها، وقسَّمت مولي أنواع الصداع وفقا لما يأتي:

الصداع النصفي

يتفاوت مستوى الألم الذي ينتج عنه بين معتدل إلى شديد، وعادة ما يصيب أحد جانبي الرأس، لكنه قد يظهر بكلا الجانبين، ويستمر من ساعات إلى أيام. ويشيع حدوثه أكثر لدى النساء، وقد يأتي مصحوبا بأعراض أخرى منها الحساسية من الصوت والضوء، الغثيان، القيء أو الدوار. ولفتت مولي إلى أن هناك عوامل قد تسبب هذا النوع من الصداع من ضمنها حدوث تغيرات هرمونية، الإصابة بجفاف، عدم الانتظام في تناول الوجبات، الإجهاد والتوتر، تقلبات الطقس ( مثل انخفاض الضغط الجوي )، قلة النوم، شرب الكحول وحتى بعض الأطعمة مثل الغلوتامات أحادية الصوديوم أو الأجبان القديمة أو اللحوم المحفوظة.

صداع التوتر

ينتج عن إصابة الشخص بنوبات توتر شديدة، وهو نوع من الأنواع التي يشيع حدوثها نسبيا، وغالبا ما ينتج عن الإجهاد، سوء وضعية الجسم وشد العضلات الموجودة في الرقبة. ويختلف هذا النوع من الصداع عن الصداع النصفي في جزئية أنه لا يأتي مصحوبا بغثيان أو حساسية من الضوء والصوت.

الصداع العنقودي

وهو صداع يشيع أكثر لدى الرجال، وعادة ما يصيبهم بأحد جانبي الرأس ويأتي مصحوبا بألم شديد يتركز خلف وحول العينين، ومن أعراضه الشعور بوخز، حرقان، تدميع العين، تورم الجفن، تعرق الوجه، احتقان الأنف، تدلي الجفن واحمرار العين، ويمكن أن يستمر ما بين 15 دقيقة حتى 3 ساعات وقد يحدث عدة مرات في اليوم، وربما تكثر حالات الإصابة بهذا الصداع في الربيع والخريف.

صداع الجيوب الأنفية

وهو الصداع الذي يكون في الغالب صداعا نصفيا لكن يأتي بأعراض الجيوب الأنفية، علما بأنه لا يكون صداع جيوب أنفية بالفعل إلا في وجود التهاب بالجيوب الأنفية يتميز بالحمى والبلغم القيحي ويستجيب للمضاد الحيوي.

كيف يمكن معالجة الصداع؟

يمكن معالجة بعض أنواع الصداع بعلاجات مماثلة قصيرة المدى، ويمكن لمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفات طبية مثل الأسبرين، الإيبوبروفين، الأسيتامينوفين والنابروكسين أن تساعد في علاج صداع التوتر أو الصداع النصفي. كما يشترك الصداع النصفي مع الصداع العنقودي في علاجات تتمثل في أدوية التريبتان، التي تستخدم في العلاج الحاد للصداع النصفي والصداع العنقودي وتأتي على شكل أقراص، بخاخات أنف وحقن. كما يمكن معالجة صداع الجيوب الأنفية بمضادات حيوية تحت إشراف طبيب متخصص، لكن كما أشرنا في السابق، إن كان صداع الجيوب الأنفية هذا صداعا نصفيا مصحوبا بحساسية أو بأعراض الجيوب الأنفية، فيمكن معالجته في تلك الحالة باستخدام بخاخات الستيرويد الأنفية أو مزيلات احتقان الأنف.

كيف يمكن منع الإصابة بالصداع؟

تقول دكتور مولي إنه من المفيد دوما اتّباع نمط حياة طبيعي وشامل أولا، إن أمكن ذلك، وهو ما ينطوي على الاهتمام بجودة النوم، الحد من التوتر، اتّباع نظام غذائي جيد، ممارسة الرياضة والوقوف على العوامل التي تؤدي للإصابة بالصداع. وهناك كذلك خيارات وقاية أخرى لا تتطلب وصفات طبية ويمكن أن تفيد في منع الصداع مثل الوخز بالإبر، التأمل، الارتجاع العصبي وعلاج اليقظة مع أخصائي نفسي للألم.