صحة ورشاقة

29 أكتوبر 2020

هل بدأ المجتمع يتفكك بسبب تفشي وباء كورونا؟

نبٌه أكاديمي بريطاني معروف الخميس من أن تفشي وباء "كورونا" بدأ يسبب التوتر والغضب في المجتمعات الإنسانية وأنه في حال استمراره فترة طويلة يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على العلاقات بين الناس.

وأشار البروفسور بوبي دوفي من "كلية لندن الملكية" إلى أن تفشي فيروس "كوفيد-19" المسبب لمرض "كورونا" وإجراءات العزل والإغلاق التي اتخذتها السلطات في معظم دول العالم إلى جانب الخوف النفسي من الإصابة بالفيروس أدت إلى تراجع كبير في التفاعل والعلاقات بين الناس وخاصة بين الأقرباء والأصدقاء والمعارف.

ولفت في تقرير نشرته صحف بريطانية إلى أن 1 من كل 12 شخصا في بريطانيا قال إنه توقف عن التحدث أو الاتصال بأسرته أو أصدقائه بسبب الخلافات بشأن الوباء، مضيفا أن هذه التطورات يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الحالة العقلية والنفسية للناس.

وقال دوفي:"هذا يعني أننا يمكن أن نخسر الدعم من أقرب الناس إلينا وهذا بدوره قد يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية والتوتر والمعاناة في المجتمع."

وأضاف:"إلا أن الغضب الذي يعتبر المسبب لهذه التطورات والخلافات لم يعد موجها ضد الأشخاص الذين نحبهم أو نعرفهم فحسب... ففي بعض الحالات وصلت درجة الغضب إلى مواجهة بين أفراد المجتمع نتيجة عدم الالتزام بإجراءات السلامة ضد كورونا."

وأوضح دوفي في تقريره أن 1 من كل 5 أشخاص في بريطانيا قال إنه تصدى لبعض الأشخاص بسبب اقترابهم كثيرًا منه، في حين قال 1 من كل 12 شخصا إنه تواجه مع أشخاص بسبب عدم ارتدائهم كمامة الفم وأن 1 من كل 20 شخصا قال إنه أبلغ السلطات بشأن أشخاص لم يلتزموا بإجراءات الوقاية المحددة.

وقال:"هذا يظهر أننا لم نعد متضامنين ولا متوحدين في المعركة ضد كورونا... صحيح أن الكثير من الناس يدركون المخاطر والتضحيات التي يجب تقديمها من أجل مواجهة كورونا إلا أن الكثير أيضا لديهم نظرة مختلفة تماما بشأن خطر كورونا وهم بذلك يسهمون في تقويض الجهود الرامية لإبقائنا بأمان... وقد يكون هؤلاء مدفوعين بعوامل كثيرة غير صحية مثل فقدانهم وظائفهم وتباطؤ الاقتصاد."

ورأى دوفي أن المعلومات المضللة حول "كورونا" التي تنشر في شبكات التواصل الاجتماعي تسهم إلى حد كبير في إضعاف المعركة ضد الوباء.

وختم قائلا:"المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي الغضب العارم بسبب كورونا... رغم ذلك هناك بعض الأشخاص قالوا إن الخوف والغضب ساعداهم في التقارب أكثر مع جيرانهم؛ ما يعني أن الناس يواجهون تجارب مختلفة ويتفاعلون بشكل مختلف في هذه الأزمة... والآن مع حلول فصل الشتاء وتوقع تشديد الإجراءات لمواجهة كورونا فإن الحكومات تواجه تحديا كبيرا بالعمل على إعادة الروح المجتمعية وروح المسؤولية التي شهدناها في بداية تفشي وباء كورونا والتي بتنا بحاجة ماسة إليها."