صحة ورشاقة

22 أغسطس 2020

"شبح المضاعفات الصحية" يطارد المتعافين من كورونا

أكد باحثون أن الشفاء من فيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19 بشكل تام قد لا يعني أن المشكلات والمتاعب الصحية انتهت، ذلك أن بعض الآلام قد تستمر إلى جانب مضاعفات جانبية مزمنة تصلُ حد فقدان الذاكرة.

عدد من الأشخاص الذين تعافوا تماما من الفيروس في كوريا الجنوبية، قالوا إنهم ما زالوا يشعرون بألم مزمن إلى جانب الإعياء وصعوبة في التنفس، فيما تشير بيانات صحية، إلى أن عددا كبيرا من مصابي كورونا لا تظهر عليهم أي أعراض، أما الذين يعانون آلاما وقصورا في التنفس فغالبا ما يتعافون في غضون أسابيع، إذا كانت صحتهم جيدة ولم يعانوا من أمراض مزمنة.

ووفق ما نقلت صحيفة "شوسن إلبو" الكورية الجنوبية، عن بارك هيون، وهو أستاذ مساعد في جامعة بوسان، فإن الفحص أكد الشفاء التام في مارس الماضي، لكن المتاعب لم تقف عند تلك اللحظة، بينما أكد الأكاديمي الكوري الجنوبي أنه ما زال يعاني من عدة مضاعفات جانبية مثل ضعف القدرة على التركيز وآلام في البطن والظهر، فضلا عن حرقة في المعدة وتغير في لون الجلد.

بارك هيون حرص على تدوين تجربته مع مرض "كوفيد-19" على موقع فيسبوك، لأجل نقل صورة عما يعانيه المصابون بفيروس كورونا الذي ظهر في الصين، أواخر 2019 ثم تحول إلى جائحة عالمية، ويقوم بارك بالتدريس في جامعة رامون ليول بجامعة برشلونة، وأصيب في فبراير الماضي، بعدما قصد منطقة بوسان، جنوبي البلد الآسيوي.

كما هيون أكد أنه كان يتمتع بصحة جيدة جدا قبل إصابته بفيروس كورونا، حتى أنه دأب على ممارسة التمارين الرياضية أربع أو خمس مرات في الأسبوع، وقال إن عددا كبيرا من الناس ما زالوا يقللون من شأن خطورة الفيروس، دون أن يدركوا أنه له تأثيرات حتى بعد مرحلة الشفاء.

من جهته، يوضح الطبيب في مستشفى "غوري" في كوريا الجنوبية، كيم وو جو، أن مرض "كوفيد-19" ليس مجرد اضطراب تنفسي فقط، بل يمتد إلى مختلف أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والمعدة، مضيفا أن بعض المصابين الذين تعافوا أبلغوا عن مضاعفات خطيرة للغاية وصلت إلى فقدان الذاكرة وضعف التركيز واضطرابات في الجهاز العصبي.

ويقول خبراء الصحة، إن التركيز ينصب على الوقاية وعلاج المرضى، في الوقت الحالي، لكن قلما ينتبه الباحثون إلى ما يحصل بعد الشفاء لاسيما أن المرض ما يزال جديدا أي أن الشفاء لم تمر عليه سوى أشهر قليلة.

يشار إلى أن دراسات سابقة كانت قد نبهت إلى أن هذه المضاعفات لا تقتصر على من عانوا الأعراض الخطيرة، بل تشمل أيضا من اجتازوا المرض بآلام طفيفة أو لم تظهر عليهم أعراض بتاتا، ففي دراسة أجرتها المراكز الأمريكية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، تبين أن عددا كبيرا ممن يتعافون من كورونا اشتكوا من مضاعفات جانبية، وشملت الدراسة 274 شخصا من المتعافين، فأبلغ واحد من بين كل ثلاثة عن مضاعفات جانبية من قبيل ارتفاع متوسط للحرارة، فضلا عن تزايد نبضات القلب والأرق وفقدان الذاكرة.