صحة ورشاقة

4 يوليو 2020

هل "متلازمة الكوخ" تهدد السعوديين؟ وما أسبابها وعلاجها؟

ظهرت حالة مرضية تعرف بـ "متلازمة الكوخ" بسبب الحجر المفروض على المواطنين وبقائهم في منازلهم لأشهر نتيجة انتشار فيروس كورونا، فتسببت تلك القيود إلى تطور حالة نفسية لدى الأشخاص تؤثر بقدرتهم على الاختلاط مع الآخرين وتفضيل العزلة على الانخراط في المجتمع.

وذكر بعض الكتاب العرب والسعوديين بأن بعض فئات المجتمع فقدت الرغبة بالخروج من المنزل بسبب الحجر الطويل، واعتبروا أن هذه الحالة تؤكد انتشار "متلازمة الكوخ" بين المجتمعات العربية والسعودية.

ورفض أطباء نفسيون هذا التوصيف، لافتين إلى أن المجتمع السعودي يعود إلى حالته الطبيعية بشكل تدريجي، وأن هذه الحالة ناتجة عن القلق النفسي الذي بدأ يتراجع في الأشهر الأخيرة.

واعتبر الاستشاري النفسي الدكتور سهيل خان، لصحيفة "عكاظ" المحلية أن هذا المصطلح النفسي جديد ومستحدث وظهر بعد انتشار فيروس كورونا، مؤكدا عدم وجود دراسات توثق هذه الحالة.

في المقابل نوه الاستشاري النفسي الدكتور جمال الطويرقي، إلى أن "الدراسات الطبية والنفسية تؤكد أن الحجر أو العزل أو السجن أو العلاج الإجباري أو غيرها، من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر تسبب (الرهاب) من الخروج".

وأشار إلى أن الدراسات أكدت أن فترة ثلاثة أشهر تعتبر فترة زمنية قصيرة للإصابة بالرهاب، وأن الحالة التي رصدها في المجتمع هي مجرد قلق بسبب الفيروس ويحتاج لثلاثة أشهر للعودة إلى حالته الطبيعية.

وأكدت الاستشارية الاجتماعية ريهام الغامدي، إلى أن المعطيات التي يتم رصدها على وسائل التواصل الاجتماعي حول واقع تعاطي المجتمع مع فيروس كورونا المستجد، تدل على أن "عبارات التوعية باتت تشكل منهجا أساسيا في طروحاتهم"، وتجلت هذه الطروحات ببعض العبارات مثل "التباعد الاجتماعي" و"نتباعد لنتواصل".

وشددت الغامدي على أن انتهاج "توعية مضادة" التي تتمثل "بتحفيز الناس للخروج، وكسر حاجز الخوف، والتحرر من القلق"، مع التأكيد على تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي من خلال "صناعة استراتيجية تثقيفية وتوعوية، عبر شبكات التواصل مماثلة لتلك التي كانت تطالب الأشخاص بالبقاء".

وأكد الأطباء الإيطاليون أن حوالي مليوني شخص إيطالي يجدون صعوبة في الخروج من المنزل والعودة إلى حياتهم الطبيعية بعد قوانين الإغلاق التي استمرت لأشهر.

وبحسب الأطباء النفسيين فإن المواطنين أصيبوا بما يطلق عليه "متلازمة الكوخ" وهو مصطلح أطلقته الجمعية الإيطالية للطب النفسي، تدل على عدم الرغبة في الاختلاط مع المواطنين مرة أخرى، وتفضيل العزلة على الحياة الاجتماعية.

وظهر مصطلح "متلازمة الكوخ" عندما استخدم في رواية "الجريمة والعقاب" للكاتب، والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي في عام 1866، وفيلم تشارلي تشابلن الذي حمل عنوان "The Gold Rush" عام 1925.

أسباب متلازمة الكوخ

قد يعاني الشخص من متلازمة الكوخ في حالات مثل العزلة داخل كوخ عطلة في الريف، أو قضاء فترات طويلة تحت الماء في غواصة، أو عزله عن الأماكن المأهولة، وقد يعاني الشخص من النعاس أو الأرق، أو عدم الثقة في أي شخص يكون معه، أو لديه الرغبة في الخروج حتى في ظروف معاكسة مثل سوء الأحوال الجوية أو الرؤية المحدودة.

متلازمة الكوخ ليست في حد ذاتها مرضًا ولا يوجد تشخيص واضح لها ومع ذلك، يمكن أن تؤدي الأعراض ذات الصلة بالمصاب إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية يمكن أن تهدد حياته أو حياة المجموعة المُحتجزة معه، وقد تكون بعض القرارات انتحارية أو يَشوبها جنون العظمة، كترك المقصورة أو المنزل أثناء عاصفة ثلجية رهيبة قد يكون عالقًا فيها.

علاج متلازمة الكوخ

علاج متلازمة الكوخ واحد وبسيط، وهو الخروج والتفاعل مع الطبيعة مباشرة؛ إذ أثبتت الأبحاث أنه حتى التفاعلات الوجيزة مع الطبيعة يمكن أن تعزز الأداء المعرفي، وتدعم المزاج الإيجابي، والرفاهية بشكل عام.

يمكن أن يساعد الخروج من المنزل وتغيير المشاهد والمناطق المحيطة بسهولة في مساعدة الفرد الذي يعاني من متلازمة الكوخ في التغلب على هذه الأعراض.