صحة ورشاقة

2 يوليو 2020

متى يكون الماء صحيا أو غير صحي؟‎

رغم أن الماء هو عصب الحياة وأساسها، ولا يستطيع أي كائن الاستغناء عنه، إلا أن الكثير من المعلومات عنه غير دقيقة.

فالماء ليس فقط هو مركب كيميائي من الهيدروجين والأكسجين، ولكن هناك مكونات أخرى كتلك الموجودة في ماء الأنهار والآبار، والتي تجعل جسم الإنسان يشربه فيرتوي ويدخل للخلايا، فتنشط وتنتعش ثم تقوم بعملياتها الحيوية، ثم يخرج من الجسم بعد ذلك محملا بنواتج الأيض السامة ليتخلص الجسم منها ومن أضرارها. وهذه المكونات الضرورية هي الأملاح المعدنية.

فما أهمية الأملاح المعدنية؟

لكي يستطيع الماء الدخول إلى الخلايا، لا بد له من أملاح معينة تجذبه إلى داخل الخلية، وبدونها يظل الماء خارج الخلية ولا يستطيع الدخول، بحسب أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف.

فمياه الأنهار والآبار، محملة بمجموعة كبيرة من الأملاح المعدنية والتي تزيد على 90 نوعا وبنسب دقيقة، وهي التي تعطي الماء عذوبته، وبدونها يكون غير مستساغ ولا يروي، وهذه الأملاح الموجودة بصورة طبيعية في مياه الأنهار والآبار تسهل على الجسم نقل الماء إلى الخلايا وخارجها والتخلص من السموم المتراكمة فيه.

أما من دون هذه الأملاح فيظل الجسم والخلايا غير مرتويين مهما شربت من الماء، بل ويحتاج الجسم إلى جزء من الأملاح المعدنية المختزنة به في العظام والخلايا كي يستطيع التخلص من الماء الزائد، ولإخراج السموم ونواتج الأيض منه، وفق الشريف.

ماء من دون أملاح معدنية

وإذا ظل الأمر كذلك، أي تناول الماء الخالي من الأملاح المعدنية تماما كما يحدث عند فلترة الماء منها باستخدام الفلاتر ذات المراحل المتقدمة والتي لا تترك أي أملاح في الماء، فإن ذلك يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية، والتي قد تبدو غير معلومة السبب، فيما سببها الأساسي هو نقص الأملاح المعدنية في الجسم، وبالأخص إذا كان نظام الأشخاص الغذائي لا يحتوي على القدر الكافي من الأملاح المعدنية لتعوض نقصها في الماء الذي يشربونه.

والنتيجة ستكون، بحسب الشريف، المعاناة من الكثير من الأمراض، وجفاف خلايا الجسم من الماء مهما كانت الكمية التي يشربها الشخص.

تناول المياه بالأملاح المعدنية

تناول مياه الأنهار أو الآبار دون نزع الأملاح المعدنية منها، هي نصيحة الأخصائي الشريف الأولى، فهي الأداة التي ينتقل بها من الخلية وإليها، ويخرج بها من الجسم محملا بالسموم ونواتج الأيض التي إن بقيت في الجسم أهلكته.

والتركيز على استخدام الفلاتر التي تخلص الماء من الميكروبات والكلور الزائد والمعادن الثقيلة السامة، وتترك الأملاح المعدنية التي يحتاجها الجسم للاستفادة من الماء؛ لأنها المكون الأساسي في الماء الصحي.