صحة ورشاقة

9 أبريل 2020

عقار أفيجان.. هل يحارب كورونا؟ ولماذا خبأته اليابان في مخازنها؟

بلا شك أن العالم بات كالغريق الذي يتعلق بقشة، فكلما سمع عن دواءٍ هنا أو هناك يمكنه الوقوف في وجه وباء فيروس كورونا، أخذ يبحث عنه وعن نجاحه في أن يكون إكسير الخلاص، وهو ما حصل مع دواء "أفيجان" الياباني الذي أخذ اهتماماً عالميا بعد إعلان اليابان رغبتها بتقديم هذا الدواء المضاد للأنفلونزا مجانا إلى 20 دولة، بهدف استخدامه لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد.

ونقلت وكالة أنباء كيودو عن وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، إن 20 دولة يمكنها الحصول على عقار أفيجان، الذي يخضع حاليًا لاختبارات سريرية، بما في ذلك تركيا وبلغاريا وجمهورية التشيك وإندونيسيا وإيران وميانمار والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى دول أخرى أبدت اهتمامها.

وأضاف موتيجي: "سنعمل مع الدول المهتمة لتوسيع البحث السريري حول أفيجان دوليا".

وأشارت الحكومة اليابانية إلى أنها تسعى لزيادة مخزون أفيجان إلى ثلاثة أضعاف الكمية الحالية لاستخدامه في علاج مليوني شخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.

لكن ما هو هذا الدواء؟ ولماذا لم تكشف عنه اليابان من قبل؟



يُعرف دواء "أفيجان" باسم "فافيبيرافير"أو "Favipiravir"، هو دواء مضاد للفيروسات يستخدم لعلاج الإنفلونزا، قامت بصناعته شركة تابعة لمؤسسة "Fujifilm" الشهيرة، والتي لديها ذراع رعاية صحية على الرغم من أنها معروفة بشكل أفضل بكاميراتها.

وتمت الموافقة على هذا الدواء للاستخدام في اليابان في عام 2014، ولكن الحكومة منعت تداوله لخطورة بعض أعراضه الجانبية، والآن يتطلع اليابانيون لاستخدامه في علاج مرض كورونا المستجد، وخاصة في بداية تكوّن المرض، بعد أن أكد باحثون في جامعة ووهان ومؤسسات أخرى في الصين أن الدواء كان فعالًا مع مرضى فيروس كورونا، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة منه.

كما أكد الباحثون أنَّ أولئك الذين تناولوا هذا الدواء شعروا بالتحسن في المتوسط خلال 4 أيام مقارنة بـ 11 يوما لمن لم يستخدموه، في حين لم تثبت نجاح هذا الدواء مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض أكثر، بحسب ما أكد مصدرٌ في وزارة الصحة اليابانية.

وعلى الرغم من إشادة الصين بهذا الدواء، إلا أنه لا بدَّ من القول إن اليابان لديها العديد من المحظورات لاستخدامه، فهو لا يوزع في الأسواق وإنما تقوم بتوزيعه تبعاً لما تقدره وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية في حالات تفشي الإنفلونزا الناشئة أو الجديدة على قطاع واسع، وفي حال كانت الأدوية والعقاقير الطبية الأخرى غير فعالة في معالجتها.

وجاءت هذه المحظورات نتيجة الخوف من آثاره الجانبية والتي يسبب بعضها تشوهات خلقية، إذ لا يمكن استخدامه الأمهات الحوامل له أو النساء اللواتي قد يحملن، كما يمكن أن يعمل على انخفاض معدل خلايا الدم البيضاء لدى المريض، وإصابة جسمه بصدمة تظهر على شكل حساسية مفرطة، لذلك، لم يتم بيع الدواء المحلي في السوق، محتفظةً به في مخازنها إلى حين الحاجة، ويبدو أن وقت هذا الدواء المخبأ في المخازن اليابانية قد جاء.