صحة ورشاقة

6 أبريل 2020

هل يساعد هرمون الحب على خسارة الوزن؟

كشفت دراسة حديثة أن رذاذ الأنف الذي يحتوي على مادة الأوكسيتوسين، أو ما يسمى بهرمون الحب، وسيلة تساعد على خسارة الوزن، وأن الأوكسيتوسين له تأثير على الدماغ يقمع الشهية، ويجعلنا لا نرغب في الأطعمة عالية السعرات الحرارية.

وباء السمنة

منذ عقود وعدد من يعانون من السمنة في ارتفاع؛ إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 2 مليار شخص من البالغين يعانون من الوزن الزائد. والسمنة تشكل خطرا صحيا يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع 2 والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.

علاوة على ذلك، يؤثر الوزن الزائد على احترام الذات حتى على الميزانية، نظرا لاضطرار من يعانون من السمنة لإنفاق الكثير من المال لخسارة الوزن.

ونظرا لهذه الآثار السلبية للسمنة على صحة الشخص ورفاهيته، أجرى فريق بحثي في مستشفى ماساتشوستس العام تجربة تفيد نتائجها بأن الأوكسيتوسين يمكن أن يقمع نشاط مناطق الدماغ المرتبطة بالشهية والدافع للطعام أيضا.

 

ما علاقة هرمون الحب بالشهية؟



الأوكسيتوسين هو هرمون يرتبط عادة بالتفاعل مع الآخرين والثقة بالنفس والجنس والرابط الذي يجمع الأم بالرضيع، وبالإضافة إلى كل هذه التفاعلات الاجتماعية، وجد الباحثون أيضا أن الهرمون يمكن أن يقمع مسارات الدماغ التي تجعلنا نشعر بالقلق.

في الآونة الأخيرة، لاحظ العلماء أن الأوكسيتوسين يمكن أن يغير من الطريقة التي ننظر فيها للطعام ونتعامل معه؛ فهذا الشعور بالرغبة والشغف بنوع معين من الوجبات السريعة غالبا ما يكون مفرط النشاط لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ومن الناحية النظرية، فإن التقليل من شدة هذه الرغبة يمكن أن يحد من عادة الإفراط في تناول الطعام التي تأتي مع هذه الرغبة الشديدة.

يقيس التصوير بالرنين المغناطيسي (FMRI) النشاط في مناطق معينة من الدماغ استجابة للمنبهات المختلفة. وعادة تصبح مناطق المكافأة في دماغ الشخص الذي يعاني من البدانة مفرطة النشاط عندما يرى طعاما عالي السعرات الحرارية، ويمكن ملاحظة ذلك على صورة (FMRI)، ولكن بعد ساعة فقط من تلقي العلاج بالأوكسيتوسين من خلال رذاذ الأنف، تفاعلت أدمغة المشاركين بشكل مختلف تماما: أصبح جزء من منطقة المكافأة في الدماغ أقل نشاطا عندما عرضت الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية على المرضى. انخفاض هذا النشاط يعني أن الأوكسيتوسين جعل الدماغ يقتنع بأن الوجبات السريعة غير مرضية. والجيد أن أيا من المشاركين لم يعان من أي آثار جانبية للعلاج.



وعلى الرغم من أن هذه الدراسة ليست كافية بمفردها لتأكيد فعالية العلاج، إلا أنه من الجيد التفكير في أن هناك إمكانية التوصل إلى حل سريع لفقدان الوزن قريبا جدا. وفيما نحن ننتظر يمكننا دائما زيادة مستويات الأوكسيتوسين بالطريقة القديمة التي ما زالت مجدية وهي العناق والقبلات.