صحة ورشاقة

24 مارس 2020

ماذا يحدث للرئتين عندما يصاب الإنسان بفيروس كورونا؟

بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن أن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" يعدّ "جائحة"، نتيجة لتسببه في وفاة الآلاف وإصابة مئات الآلاف حول العالم، أشارت المنظمة نفسها إلى أن زهاء 80 % ممن يلتقطون الفيروس يتعافون دون الحاجة لأي علاج تخصصي؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن واحدا من بين كل ستة أشخاص هو من يمرض بشدة نتيجة الفيروس وقد يعاني من صعوبات بالتنفس.

إذن، كيف يتحول "كوفيد-19" إلى مرض أكثر خطورة ينطوي على التهاب رئوي، وما الذي يفعله ذلك بالرئتين وسائر أعضاء الجسم ؟ - أوضح هنا البروفيسور جون ويلسون، الرئيس المنتخب للكلية الملكية الأسترالية للأطباء وطبيب الجهاز التنفسي، أن كل التداعيات الخطرة لكوفيد-19 تنطوي على التهاب رئوي، وأن الناس الذين يلتقطون الفيروس يمكن تقسيمهم إلى أربع فئات، أقلها خطورة الفئة التي يكون فيها الناس دون المرحلة السريرية ولا تظهر عليهم أية أعراض، ثم الفئة التي تصاب بالفيروس في الجهاز التنفسي العلوي، وترافق ذلك أعراض مثل الحمى والسعال وربما أعراض أخف كالصداع والتهاب الملتحمة، وهؤلاء الذين تظهر عليهم أعراض محدودة ما يزال بمقدورهم نقل الفيروس لكن ربما دون دراية منهم.

أما الفئة الثالثة فهي الأكبر وتضم الناس الذين تكون نتائج اختباراتهم ايجابية، وهم الناس الذين يدخلون المستشفيات وتظهر عليهم أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا التي تبعدهم عادة عن العمل. أما الفئة الرابعة والأخيرة فتضم الناس الذين يصابون بمرض شديد ينطوي على التهاب رئوي، وهي الفئة التي قالت منظمة الصحة العالمية إن أغلبها قد يكونون أناسا من كبار السن والمرضى الذين يعانون من مشكلات صحية كامنة كضغط الدم المرتفع، مشكلات القلب والرئتين أو السكري.

وعن كيفية حدوث الالتهاب الرئوي، يقول ويلسون إن ذلك يحدث نتيجة لوصول العدوى إلى شجرة الجهاز التنفسي، وهي الممرات الهوائية التي تنقل الهواء بين الرئتين والخارج، حيث تصاب بطانة تلك الشجرة؛ ما يؤدي لحدوث التهابات، وهو ما يهيج بدوره الأعصاب في بطانة مجرى الهواء، ويمكن لأي ذرة غبار أن تحفز السعال.

وإذا التهبت الأكياس الهوائية، فسيتسبب ذلك في تدفق مواد التهابية (سوائل وخلايا التهابية) للرئتين، ومن ثم ينتهي الأمر بالإصابة بالتهاب رئوي. وحين تمتلئ الرئتان بمواد التهابية، فإنهما تصبحان غير قادرتين على الحصول على كمية كافية من الأكسجين في مجرى الدم؛ ما يحد من قدرة الجسم على امتصاص الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، وهذا هو السبب المعتاد للوفاة حال الإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد.

ونوهت في غضون ذلك البروفيسور كريستين جينكينز، طبيبة الجهاز التنفسي، إلى أنه ولسوء الحظ، لا يوجد أي شيء إلى الآن يمكنه منع الالتهاب الرئوي الناتج عن كوفيد-19. ورغم المحاولات التي تبذل لإيجاد تركيبة علاجية تحد من هذا الخطر المميت، لكن لم يتوصل إلى الآن لعلاج مثبت بخلاف العلاج الداعم، الذي يقدم للمرضى في العناية المركزة؛ إذ إن هذا الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا المستجد يختلف عن نوع الالتهاب الرئوي العادي؛ إذ يؤكد ويلسون أن حالات الالتهاب الرئوي الناتجة عن كوفيد-19 تؤثر على كل الرئتين، بدلا من أجزاء صغيرة منها فقط.