صحة ورشاقة

19 ديسمبر 2019

الوضع الليلي بالهواتف والحواسيب.. هل يريح العينين فعلاً؟

ربما بدأ يلاحظ البعض من مستخدمي الحواسيب أو تطبيقات الموبايل، ظهور مقترح لهم مؤخرًا أثناء التصفح، يخبرهم بما إنْ كانوا يريدون تشغيل التطبيق أو الموقع على "الوضع الليلي" أم لا، وربما قام البعض بالفعل بتجربة ذلك الوضع، وبعدها شعروا براحة أكبر لأعينهم، وربما لم يشعر آخرون بتلك الراحة عند تجربتهم الوضع، وهو ما فتح سجالاً حول جدوى ذلك الوضع الليلي فيما يتعلق بإراحة العينين.

لكنّ الباحثين أكدوا أن الإجابة المختصرة، والتي كانت ردًا على هذا السجال المثار حول جدوى الوضع الليلي في إراحة العينين، وما إن كان ذلك الأمر حقيقيًا أم لا؛ هي "ربما" في ظلّ عدم وجود أدلة قاطعة تثبت الأمر أو تنفيه، شأنه في ذلك شأن كثير من الأمور العلمية.

لكنهم نوّهوا في الوقت نفسه، إلى أن هناك الكثير من العوامل التي يكون لها دور حين يتعلق الأمر بالسطوع والظلام النسبي لشاشة الهاتف، من ضمنها التحولات التي قد تحدث على مدار اليوم والمحتوى الذي تتم مشاهدته.

وثبت أن تلك المتغيرات تقوم بأدوار مختلفة من حيث الضغط الذي تشكلّه على العينين، كما تبين أن من ضمن الأسباب التي تسهل بها الخلفية البيضاء، قراءة الأشياء؛ هو بيولوجيا العين البشرية، حيث يعكس اللون الأبيض جميع الألوان الموجودة في الطيف الكامل، وهو ما يعني أن الخلفية البيضاء تمنع بؤبؤ العين من الانفتاح على نطاق واسع للسماح بدخول مزيد من الضوء، وهو ما يجعل التركيز أكثر صعوبة في واقع الأمر.

شذوذ النظام البصري



لكن هناك شذوذًا كذلك في النظام البصري البشري يجعل العينين تبالغان في ردة فعلهما تجاه الأشياء الفاتحة على خلفية مظلمة، وهو ما يمكن أن يجعل النص الأبيض على خلفية سوداء، يبدو وكأنه ينزف داخل الصفحة ويجعل قراءته عملية أكثر صعوبة.

وقد اتضح أن الأشياء تتغير على ما يبدو في الغرف المظلمة، فالمؤكد أن الشاشة البيضاء التي يوجد بها نصٌّ أسود تضع مزيدًا من الضغوط على العينين، رغم أن البحوث العلمية التي أجريت بهذا الخصوص لم تكن حاسمة على الإطلاق. ويمكن القول في الأخير باختصار، إنه وفي ظلّ عدم حسم الأمر من الناحية العلمية بشكل قاطع، فإن استخدام الوضع الليلي قد يؤذي العين بدرجة أقلّ عند استخدامها في الظلام.