صحة ورشاقة

28 نوفمبر 2019

التوتر وزيادة الوزن.. علاقة غير صحية وهذه أبعادها!

ربما لم نسلم جميعًا من الضغوط والتوترات العصبية نتيجة لكثرة الظروف والتقلبات التي نواجهها في الحياة، وسبق أن أظهرت بيانات توصلت إليها دراسة أجرتها الجمعية النفسية الأمريكية عن التوتر في أمريكا عام 2017، أنّ هناك 3 من بين كل 4 أمريكيين عانوا على الأقل من عرض واحد من أعراض التوتر في آخر شهر.

وعن التأثيرات التي يمكن أن يلحقها التوتر بجسم الإنسان، فقد أوضح الباحثون أنّ تلك التأثيرات عادة ما تكون ملموسة وواضحة للوهلة الأولى، بدءًا من الشدّ العضلي والصداع ووصولاً للشعور بالضيق، الإرهاق، عدم السيطرة، فضلاً عن أنّ الضغط العصبي من الممكن أن يؤثر على الصحة من النواحي الجسدية، العقلية والعاطفية.

لكن يجب أيضًا معرفة أنّ الجسم يمكن أن يتجاوب مع التوتر والضغط العصبي بأشكال أخرى، من ضمنها اكتساب وزن زائد، قد لا تتم ملاحظته إلا بعد مرور فترة من الوقت.

وبحسب ما ذكرته دكتور شارلي سيلتزر، الطبيبة المتخصصة في إنقاص الوزن، فإن الجسم يستجيب للتوتر عبر زيادة إفرازه لمستويات الكورتيزول، الذي يهيء الجسم بعدها إما للمواجهة أو للتملّص والهرب. ومن المعروف أنّ الكورتيزول (هرمون التوتر) تفرزه الغدد الكظرية، ويزداد حين يكون الجسم في حالة تعامل مع تهديد ما.

أما في حالة استمرار التوتر بشكل دائم، فيمكن التعرض بشكل مفرط للكورتيزول، الذي تقول عنه سيلتزر إنه يعتبر مشكلة، خاصة وأن الكورتيزول فاتح قوي أيضًا للشهيّة.



وأضاف سيلتزر أنّ السعرات الحرارية الزائدة التي يتم تناولها في حالة ارتفاع نسبة الكورتيزول تتكدس بشكل تفضيلي على ما يبدو حول منطقة الخصر. والأكثر من ذلك هو ما توصلت إليه دراسة أخرى أجريت عام 2015 وأظهرت أن أجسامنا تميل لتمثيل الطعام غذائياً بشكل أبطأ حين يكون الجسم معرضًا لحالة من الضغط والتوتر.

وبالنسبة للمخاطر التي قد يتعرض لها الجسم حين يزداد وزنه بفعل التوتر، فمنها ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، السكتة الدماغية، المشكلات الإنجابية، تدهور وظائف الرئة والجهاز التنفسي، وأخيرًا تزايد الشعور بالألم في منطقة المفاصل.

وعن أفضل طريقة يمكن من خلالها تشخيص زيادة الوزن التي تكون ناتجة عن التوتر والضغوط العصبية، فقال الباحثون إنّ الرجوع للطبيب المختصّ هو الحل الأمثل.

وختم الباحثون بقولهم إنّ هناك عدة نصائح يمكن إتباعها للمساعدة في الحد من التوترات والضغوط العصبية، من بينها ممارسة الرياضة مدة تتراوح ما بين 20 لـ 30 دقيقة، الخروج والاستمتاع بالطبيعة، التركيز على الأكل الصحي، التواصل الاجتماعي (كالتحدث هاتفيًا مع أحد الأصدقاء)، تخفيف الأعباء المفترض القيام بها، ممارسة رياضة اليوغا لمدة 10 دقائق، طلب المساعدة من العائلة، ممارسة تمارين التأمل الذهني، الاستماع للموسيقى، قراءة كتاب، تبكير موعد النوم ساعة، التعامل بلطف مع النفس، رفض القيام بأيّ من مسبّبات التوتر، قضاء بعض الوقت مع أحد الحيوانات الأليفة، أخذ النفس بعمق لمدة 10 دقائق، والابتعاد عن الكحول والكافيين.