صحة ورشاقة

21 نوفمبر 2019

هل يسبب الموز الإمساك أم يساعد في التخفيف من وطأته؟

يعدُّ الإمساك من المشكلات الصحية التي تصيب الكثيرين منا من وقت لآخر ويقترن عادة بعدم انتظام حركة الأمعاء وتصلب البراز وصعوبة عملية إخراجه.

وهناك عدة أسباب للإمساك، تتراوح من سوء النظام الغذائي وصولاً لعدم ممارسة الرياضة، فيما هناك من يقول إن الموز يُسَبِّب الإمساك، وهناك من يقول إنه يحول دون حدوثه ويمنعه.

وتجدر الإشارة في البداية إلى أن الموز يعدّ من أشهر أنواع الفواكه في العالم، ويمكن الاعتماد عليه كوجبة خفيفة في حد ذاته نظرًا لما يتمتع به من فوائد صحية، فضلاً عن أنه مصدر غني بعديد الفيتامينات والمعادن الهامة وكذلك الألياف (حيث يحتوي إصبع موز متوسط الحجم على حوالي 3.1 جرام من الألياف)، ومعروف منذ فترة طويلة أن الألياف تساعد بشكل كبير على منع الإصابة بالإمساك وتخفيف أعراضه.

ونوه باحثون هنا إلى أن الألياف القابلة للذوبان تمتص المياه، وهو ما يساعد على بقاء البراز كبيرًا وليِّنًَا؛ ما يساعد على تحسين حركة البراز عبر الجهاز الهضمي.

ومع هذا، فإن الأدلة التي تدعم فكرة أن الألياف تساعد على التخفيف من وطأة الإمساك ما تزال متعارضة وضعيفة نسبيًا، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار العدد الكبير من الأطباء الذين يوصون بالإكثار من تناول الألياف للمرضى المصابين بالإمساك.

الموز الأخضر



وتابع الباحثون بقولهم إن النشا المقاومة التي توجد في الموز الأخضر تعمل كألياف قابلة للذوبان وتستخدم في معالجة الإمساك وربما تساعد في تقليل الإسهال.

وقال الباحثون إن تلك النشا المقاومة عبارة عن كربوهيدرات معقدة لديها خصائص تشبه الألياف، وتوجد بنسبة كبيرة بالفعل في الموز الأخضر، وحين ينضج الموز، تقل به كمية النشا والنشا المقاومة وتتحول مع مرور الوقت إلى سكريات.

وفي مقابل ذلك، هناك من يقول إن الموز يسبب الإمساك، وهناك كثير من المقالات المنشورة على الإنترنت تدعم تلك النظرية، لكن لا توجد أدلة بحثية قوية على ذلك في النهاية.

ولأن معظم الناس يتناولون الموز دون أن يتعرضوا لأي مشاكل، على الأقل حين يتناولونه بكميات معتدلة، فإنه يعمل في الواقع على تحسين عملية الهضم، وقد يساعد في تغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة وتحفيز نموها. ويمكن القول باختصار في الأخير إن الأدلة الشاملة تبين أن الموز يعمل أكثر على الحد من الإمساك بدلاً من التسبب فيه، ولمن يشعرون بأنه يسبب لهم الإمساك، يمكنهم أن يقللوا من تناوله، وإن استمر الوضع على ما هو عليه، فعليهم حينها أن يبعدوه تمامًا عن نظامهم الغذائي.