صحة ورشاقة

10 نوفمبر 2019

الزائدة الدودية .. من لا توجد بجسمه معرّض لهذا الأمر!

تطوّرت أجسامنا البشرية منذ نشأة الأرض على مرّ ملايين السنين حتى صرنا على هيئتنا الحالية، وربما يتصوّر البعض أن من ضمن الأعضاء التي بقيت في أجسامنا دون معرفة وظيفتها أو دورها هي الزائدة الدودية، والحقيقة طبقًا لبحث حديث أجري مؤخرًا في جامعة ميدويسترن هي أن لتلك الزائدة وظيفة تقوم بها بعد هذا كله.

وقال الباحثون إنه حين يفكّر الناس في مسألة التطور، فإن أول ما يخطر ببالهم هي صورة "تحول القرد إلى إنسان"، حيث تطورت الكائنات لتصير أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت.

لكن هذه ليست الحالة دائمًا، أو حتى القاعدة، لأن الحيوانات تكون أكثر عرضةً لفقدان بعض سماتها خلال مراحل تطورها، ويمكن أخذ الحوت على سبيل المثال، فأسلافه كان لديهم أرجل وكانوا يخرجون من المياه، ثم عادت بعدها وظهرت بدون أرجل مجددًا، لكن عاودت بعض السمات للظهور مثل العين، الأجنحة والأرجل على سبيل المثال.

ونوّه الباحثون هنا إلى أن حقيقة تطور هذه الصفات عدة مرات يُبَيِّن لهم أنها مفيدة للغاية، من الناحية التطورية، وأنه إذا فقد أي كائن من الكائنات واحدةً من الصفات التي كانت لديه، فحينها يمكن التأكد من أنها لم تكن تعود عليه بقدر كبير من الفائدة.



وفحص الباحثون في دراستهم بجامعة ميدويسترن بالولايات المتحدة آلية التطور الخاصة بـ 533 نوعًا من أنواع الثديات على مدار أكثر من 11 مليون سنة لاكتشاف المراحل التي ظهرت فيها الزائدة الدودية باعتبارها صفة جديدة أو اختفت فيها تمامًا.

وفي محاولة منهم للتأكد ما إذا كانت تلك الزائدة مجرد عضو بلا وظيفة أم لا، أجرى الباحثون دراستهم وكانوا يتوقعون رؤيتها تتطور مرات فقط مع اختفائها بشكل منتظم، لكن ذلك ليس ما وجدوه، وإنما تبيّن لهم أن الزائدة تطورت على ما يبدو بين 29 و41 مرة، واختفت 12 مرة فقط، ما يعني أن لها دور تؤديه بالفعل.

والنظرية الرئيسية التي يتبناها الباحثون عن وظيفة الزائدة الدودية هي أنها تدعم الجهاز المناعي، وهو ما أكّدته دراسة جامعة ميدويسترن، حيث اتّضح أنها تُشَكِّل جزءًَا رئيسيًا من الجهاز المناعي ويمكن أن تساعد في نمو بكتيريا أمعاء صحية.

وأظهرت دراسات أخرى في نفس السياق أن الأشخاص الذين لا يوجد لديهم زائدة دودية يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات البكتيرية مقارنةً بمن توجد لديهم الزائدة.