صحة ورشاقة

7 أكتوبر 2018

التوقُّف عن تناول الوجبات السريعة قد تصاحبه أعراض شبيهة بإدمان المخدرات!

توصّلت دراسة حديثة إلى أن عشّاق الوجبات السريعة (Junk-food) الذين يحاولون التخلّي عن تناولها قد يعانون عند توقفهم من أعراض مشابهة لتلك التي تُصيب المدمنين على المخدرات.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يحاولون ذلك يعانون من نفس الأعراض الجسدية والنفسية مثل تقلبات المزاج والقلق والصداع وسوء النوم مثل أولئك الذين يتوقفون عن التدخين أو المخدرات، أو ما يُطلق عليه اسم "أعراض الانسحاب".

وتُقدّم الدراسة الجديدة الدليل الأول على أن هذه الأعراض الشبيهة بالانسحاب يُمكن أن تحدث عندما يقلل الناس بشكل كبير من تناول الأطعمة المُصنّعة (Processed foods).

واستنادًا إلى الأعراض التي أبلغ عنها المشاركون، كانت أعراض الانسحاب أكثر شدّة بين اليومين الثاني والخامس بعد محاولة التوقف عن استهلاك الطعام الجاهز، وهو ما يوازي الفترة الزمنية التي يعيشها الناس أثناء التوقف عن إدمان المخدرات.

الفكرة القائلة بأن أنواعًا من الطعام الجاهز قد تكون سببًا للإدمان بعد تناولها لفترة طويلة من قبل بعض الأفراد هي موضوع مثير للجدل. وقد أشارت بعض الدراسات البحثية السابقة على الحيوانات والبشر إلى بعض أوجه التشابه البيولوجية والسلوكية بين اضطرابات التوقف عن تعاطي المخدرات والتوقف عن استهلاك الأطعمة المُصنّعة بكثرة، لكن لم يكن هناك أي دراسات حول ما إذا كان الحدّ من تناول الوجبات السريعة يُمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب لدى الأشخاص.

الإدمان على الوجبات السريعة



في هذه الدراسة، قام الباحثون بتقييم الأعراض التي تحدث بعد توقف المدخنين عن التدخين أو التوقف عن استخدام المخدرات، وقاموا بالتجربة على عدد كبير من البالغين الذين تناولوا الكثير من الوجبات السريعة طوال عام ويحاولون خفضها.

وأظهرت النتائج أن "أعراض الانسحاب" التي يُعاني منها الناس أثناء التوقف عن التدخين أو المخدرات قد تكون مشابهة إلى حدّ كبير أعراض محاولة الحدّ من تناول الأطعمة المُصنّعة وهو ما يدعم الفرضية القائلة بأن هذه الأطعمة قد تكون مسببةً للإدمان.

لقد أوضحت المزيد من الأبحاث أن الأطعمة المُصنّعة والوجبات السريعة التي نتناولها تحتوي على كميات مُفرطة من السكر، يُمكن أن تسبب تغيرات في الدماغ مشابهة لتلك التي تحدث عند الإدمان على المخدرات والتبغ. وتضيف الدراسة الجديدة معلومات جديدة إلى الأبحاث المتزايدة والتي تشير إلى أن الأطعمة المُصنّعة بدرجة عالية يمكن أن تنتج استجابات شبيهة بالإدمان عند البشر.

من الناحية العملية، فإن زيادة الوعي بأن الناس قد يواجهون تهيجًا أو صداعًا عند تقليل تناول الوجبات السريعة يمكن أن يساعد الأفراد في إعداد استراتيجيات المواجهة مسبقًا، وأن النتائج قد تُلقي الضوء أيضًا على المتاعب التي يواجهها الناس عند تغيير عادات الطعام وتلعب دورًا في عودة الناس لتناول هذه الأطعمة.