شعر

24 مارس 2020

أسباب ظهور شيب الشعر.. وكيف يمكن تأخيره؟

عندما كنا صغارا، كثيرا ما كان الأهل يتحدثون عن الطفل الشقي بأنه قد "شيّب شعرهم"، وكنا نعتبرها نوعا من الدعابة. لكن يبدو أن هذه العبارة صحيحة علميا، فقد تبين للعلماء أن الإجهاد والتوتر يلعبان دورا رئيسيا في السرعة التي يغزو بها الشيب شعرنا، وفقا لما توصلت إليه دراسة صدرت في الأسبوع الماضي.

وحسب مجلة "هيلث لاين" فإن العلماء أدركوا منذ فترة طويلة أن هناك صلة بين الإجهاد والشعر الرمادي، لكن هذا البحث الجديد يحلل بعمق الآليات التي تلعب دورا في ذلك.

الاختبارات الأولية التى أجراها الباحثون كانت تتعلق بهرمون الكورتيزول، وهو هرمون يفرزه الجسم عندما نصاب بالتوتر. فارتفاع الكورتيزول على المدى الطويل له نتائج سيئة يؤثر بعضها على الجهاز العصبي، وهذه الأعصاب موجودة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر. والمواد الكيميائية التي يتم إطلاقها أثناء الاستجابة للإجهاد تؤدي إلى استنزاف "احتياطيات" الخلايا الملونة الخاصة بالشعر.

لماذا يتحول الشعر للون الرمادي؟

التوتر ليس هو السبب الوحيد في إصابة معظم الناس بالشيب، في معظم الحالات تلعب الوراثة دورها، فالشيب ينتج عن فقدان الخلايا الصبغية في بصيلات الشعر لقدرتها على إنتاج اللون، وهذا يحدث مع تقدمنا في العمر، ولا يوجد علاج يمكن أن يعيد هذه الخلايا للعمل، ولا يوجد شيء يمكن القيام به طبيا لمنع حدوث هذه العوامل الوراثية.

لكن ذلك لا يعني أن العوامل البيئية لا تلعب دورا مهما، فالتدخين مثلا هو عامل خطر معروف لتحول الشعر للون الرمادي، وتشمل العوامل الأخرى النقص في البروتين وفيتامين بي 12 والنحاس والحديد وكذلك بسبب ضغط الإجهاد. يمكن لنا تأخير ظهور الشيب بتناول طعام غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل الجوز والسمك الدهني، وعدم قضاء وقت طويل في الشمس، وأخذ مكملات من فيتامين بي 12 وفيتامين بي 6.


الأبحاث المستقبلية

البحث الذي أجرته جامعة هارفارد تم تنفيذه على الفئران، لذلك فإن تكرار إجراء الدراسة على البشر سيكون ضروريا لتعزيز النتائج. لكن هذا البحث له آثار أبعد من الشيب، حيث إن تغير لون الشعر هو مجرد علامة واحدة على حدوث تغييرات داخلية أخرى نتيجة للضغط المطول.

فمن خلال الفهم الدقيق لكيفية تأثير الإجهاد على الخلايا الجذعية التي تجدد الصبغة، وضع الباحثون الأساس لفهم كيفية تأثير الإجهاد على الأنسجة والأعضاء الأخرى في الجسم، ففهم كيفية تغير أنسجة الجسم تحت الضغط هو الخطوة الحاسمة الأولى نحو العلاج النهائي الذي يمكن أن يوقف، أو يعكس، التأثير الضار للتوتر. وهذا ربما يعني أيضا وقف تحول الشعر إلى اللون الرمادي، أو إعادة اللون إلى الشعر.