تمارين رياضية

23 سبتمبر 2022

ممارسة التمارين في مجموعات هل له فوائد صحية ونفسية؟

مهما كان نوع التمرين فهو بالتأكيد مفيد، لكن التمرين في مجموعات قد يمنحك دفعة إضافية، سواء كنت تحبين الذهاب إلى الصالة الرياضية في فصل لياقة جماعية مزدحم، حيث يتحرك الجميع ويتناغمون معا، أو السير بمفردك، ليس هناك أي جانب سلبي للنشاط البدني، لكن الأبحاث تشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية وأنت وحدك ربما تحرمك بعض الفوائد الصحية التي ستحصلين عليها من التدريبات الجماعية.

التدريبات الجماعية مقابل التدريبات الفردية





للتمرينات الرياضية العديد من الفوائد للصحة العقلية، منها تحسين النوم والمزاج، وتعزيز الدافع الجنسي، وزيادة مستويات الطاقة.

في دراسة جديدة نشرت على موقع (healthline)، نظر الباحثون في ما إذا كان التمرين الجماعي يمكن أن يساعد طلاب الطب. تم تقسيم 69 طالبا في كلية الطب إلى ثلاث مجموعات، قامت الأولى ببرنامج تدريب جماعي لتقوية العضلات الأساسية وبرنامج تدريب اللياقة البدنية مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وكانت هناك مجموعة أخرى من المتمرنين الذين مارسوا التمارين مع شريك واحد مرتين في الأسبوع.

أما المجموعة الأخيرة، فلم يمارس الطلاب فيها سوى المشي أو ركوب الدراجات وحدهم. قام الباحثون بقياس النتائج العقلية والجسدية والعاطفية، في بداية الدراسة بدأ جميع الطلاب على نفس المستوى تقريبا لمقاييس الصحة العقلية. بعد 12 أسبوعا، لاحظ المتمرنون جماعيا تحسنا في كافة النواحي العقلية والجسدية، بالإضافة إلى انخفاض مستويات التوتر لديهم. أما المتمرنون مع رفيق واحد، فقد تحسنوا فقط في جودة الحياة العقلية، على الرغم من أنهم كانوا يمارسون الرياضة أكثر من المتمرنين جماعيا. بالنسبة للمجموعة الأخيرة لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ على مستوى التوتر أو نوعية الحياة بنهاية الدراسة.

التمرين بصورة جماعية





ركزت أبحاث أخرى على تأثير التمارين الجماعية على الترابط الاجتماعي، وتحمل الألم، والأداء الرياضي. في دراسة أجريت عام 2013، قام الباحثون بتجنيد أشخاص للتمرن على التجديف.

بعد التمرين، كان الأشخاص الذين قاموا بالتجديف في مجموعات أكثر تحملاً للألم مقارنة بالمجدفين الفرديين. يعتقد الباحثون أن التحمل المتزايد للألم قد ينبع من زيادة إفراز الإندورفين، هرمون "الشعور بالرضا"، بسبب وجود الأشخاص معا أثناء ممارسة الرياضة. يعرف هذا النوع من الحركة المنسقة بالتزامن السلوكي. ويمكن أن يحدث أيضا أثناء الأنشطة الجماعية الأخرى، ويؤدي إلى تعزيز أدائك، خاصة إذا كنت قريبة بالفعل من أشخاص آخرين في المجموعة.

سياق التمرين يحدد مدى تأثيره





وجد الباحثون أن "سياق التمرين" يشكل مدى تأثيره على نوعية الحياة، والتفاعلات الاجتماعية، والفوائد الجسدية، للأشخاص الذين يلتزمون بتمارينهم.

في دراسة أكاديمية أخيرة ، جرى مقارنة الفوائد من سياقات التمارين المختلفة. تضمنت السياقات التدريبات المنزلية، أي شخص بمفرده في المنزل؛ ثم فصول "التمارين القياسية" حيث لم يكن هناك تواصل كثير بين المجموعة، وأخيرا فصول تمارين "المجموعة الحقيقية"، حيث تم استخدام تقنيات خاصة لزيادة الترابط الاجتماعي بين أفراد الفصل. قدمت فصول "المجموعة الحقيقية" أكبر قدر من الفوائد، تلتها فصول "التمارين القياسية". وجاء التمرين الفردي في المنزل في النهاية.

بشكل عام، كلما زاد الاتصال أو الدعم الاجتماعي الذي يتمتع به الأشخاص أثناء التمرين زادت الفوائد. وفصول اللياقة البدنية الجماعية عادة ما تكون أكثر فعالية عندما تستخدم استراتيجيات "ديناميكية المجموعة". ويتضمن ذلك تحديد أهداف المجموعة، ومشاركة الملاحظات، والتحدث مع أشخاص آخرين في الفصل، واستخدام المنافسة الودية، ومساعدة الأشخاص على الشعور بأنهم جزء من شيء ما.

للأسف نادرا ما نجد هذا في معظم فصول اللياقة البدنية الجماعية، حيث يظهر الناس، ويتبعون المدرب، ولا يتحدثون كثيرا مع بعضهم البعض، ثم يغادرون. على الرغم من مزايا فصول اللياقة البدنية الجماعية، إلا أنه ليس كل شخص يمارس الرياضة راغب في التواصل. وقد وجدت إحدى الدراسات أن المنفتحين على العلاقات مع الآخرين كانوا أكثر ميلًا إلى تفضيل الأنشطة البدنية الجماعية، مقارنة بالانطوائيين، وأنهم كانوا أكثر المستفيدين من التمارين.

في المحصلة؛ ممارسة الرياضة والنشاط مهما كان أفضل من الكسل والخمول، لذا ابحثي عن النشاط البدني الذي تحبين والتزمي به، سواء كان ذلك من خلال فصل لياقة بدنية جماعي أو السير بمفردك في البرية.