موضة

6 فبراير 2017

"الزي التقليدي" سحر من نوع خاص.. فهل يعود؟

ذكر موقع "Nowmanifest" المتخصص في الموضة، أن الزى الشعبي أو التراثي أثبت قدرته على فرض نفسه في أي وقت، حيث لا يمكن لموسم عرض أزياء حول العالم أن لا يحتوى على فقرة أو معرض كامل للزى الشعبي أو التراثي لبلد حول العالم.

وبحسب خبراء الموضة فإن الزي التراثي لأي شعب حول العالم يمثل الكثير بالنسبة للأجيال المتعاقبة، فهو يرتبط في دواخلهم دائماً بالذكريات الجيدة، وبالحنين الموجود داخل كل إنسان للجذور والوطن، ومن المتوقع عودة الزي التراثي إلى الكثير من المجتمعات خلال العقد القادم من الزمان.

الزى الشامي والمصري



ويقول الباحث الفرنسي في الموضة غوستاف موبسان، لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن أغلب دول العالم تتميز بزي شعبي أو تراثي، وخاصة بالنسبة لزي النساء، فمثلاً انتشر الزي الروماني القديم في أغلب دول أوروبا وخاصة أزياء النساء المميزة الجذابة، ومازالت هذه الأزياء موجودة في معارض الموضة في أوروبا حتى الآن.



فالفساتين كانت تتميز بقصة أو تفصيلة مميزة وأنثوية للغاية، والزى الشعبي لدى سكان الهند "الساري"، كان ومازال مميزاً حتى الآن، ويحلُّ ضيفاً على أغلب المعارض، والزى الفرنسي إبان الفترة النابوليونية أو عصر النهضة، كان يضفي على النساء إطلالة مميزة للغاية، حيث بدأ في هذه الفترة تحديداً شد الثوب من منطقة الخصر، مع زيادة فتحة الصدر والفتحات الجانبية وقصر الأكمام، ومع الوقت اختفت الأكمام تماماً وأصبح الفستان "بالحمالات" هو الأبرز والأكثر تميزاً.



كذلك الزي الشعبي للمصريات والشاميات، كان مميزاً للغاية خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، سواء زى الخروج من المنزل "العباية او الملاية اللف" والبرقع والياشمك.



أو ملابس المنزل "القميص الضيق بالألوان الجذابة، ومناديل الرأس "المنديل بؤية"، واستمر هذا الزي حتى سبعينيات القرن الماضي ثم اختفى.



وكما كان الرجال في أوروبا يتميزون خلال هذا العصر – القرن الماضي - بالبذلة الكاملة "جاكيت وبنطلون" مع "البرنيطة"، كان الرجال في مصر والشام وشمال أفريقيا منقسمين بين الزى الغربي "البدلة الكاملة" لكن مع الطربوش الأحمر على الرأس، والنصف الآخر من الرجال في مصر والشام وشمال أفريقيا، فيرتدون الجلباب الواسع والعباءة وحذاء "البلغة" والطربوش الأحمر، أما بالنسبة للنساء في شمال أفريقيا، فكن يرتدين الجلباب الفاقع اللون وعليه السلهام الأبيض.

زي الخليج



ويضيف، أن زي النساء في الخليج العربي ظل كما هو منذ وقت قديم جداً، وحتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وكان عبارة عن عباءة سوداء واسعة تغطي من الرأس وحتى أسفل القدم، ويخبأ الوجه أيضاً، أما الرجال فيرتدون الزي التقليدي، وهو عبارة عن "الجلباب الأبيض، والغطرة والعقال"، وفي الشتاء يكون الجلباب أو الثوب ملوناً، بينما يكون أبيضاً طوال الصيف.

أمريكا وآسيا




ويشير إلى أن دولاً مثل أمريكا الجنوبية ودول شمال شرق آسيا، كان الزي الشعبي فيها للنساء متغيراً ومتطوراً بشكلٍ سريع، حيث كان يتغير بشكل كامل تقريباً كل عقدين من الزمن، لذلك فإن هذه الدول وعلى رأسها الصين وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والأرجنتين تزخر معارض الأزياء التراثية فيها بمئات الموديلات للزي الشعبي.



وبحسب الدراسات والأبحاث التى أُجريت مؤخراً في جامعة برشلونة بإسبانيا، فإن معارض الزي الشعبي أو التراثي تستحوذ على اهتمام قطاع كبير من عشاق فن الموضة حول العالم وخاصة أوروبا خلال الـ16 عاما الماضية، بالإضافة إلى أن الزي الشعبي أو التراثي هو الأغلى سعراً والأكثر أناقة، لكونه يحظى باهتمام كبير من جانب المصممين لجذب الجمهور.

ويتوقع الخبراء في دراستهم أن تعود الأزياء الشعبية - خاصة للنساء- إلى نفس المجتمعات من جديد خلال السنوات العشرة القادمة، لكن مع إضافة بعض التفاصيل العصرية في التصميم والإكسسوارات والتوفيق بين القطع، كما ستتم عمليات مزج للموضات التراثية عن طريق توفيق قطع من أزياء عصر مع قطع من عصر آخر لتكون موديلا أو موضة جديدة ستكون سمة العقد القادم من الزمن.