أخبار الموضة

26 سبتمبر 2022

جديد الموضة العالمية.. أزياء نباتية من خيوط العنكبوت وقشور الأناناس

وصفت عارضة الأزياء والناشطة البيئية أريزونا ميوز ارتداءها بدلة من ثلاث قطع مصنوعة من مزيج جديد من الألياف النباتية، التي تعتبر آخر الابتكارات في عالم الأزياء،  بـ"التجربة المدهشة".
يبدو القماش وكأنه نسيج تقليدي فاخر، لكن مصدره غابات الأخشاب اللينة المستدامة، إذ جرى تحويل اللب إلى خيوط باستخدام المياه والمذيبات نفسها باستمرار داخل المصنع.
وتضيف ميوز في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز": "أرتدي هذه البدلة للعمل والخروج مع الأصدقاء، فهي تشعرني بالراحة والرفاهية، بالإضافة إلى أنها تشعرني بالقوة؛ لأن ما ارتديه له تأثير إيجابي على العالم."
الحفاظ على البيئة... والأخلاق
تدرك العلامات التجارية الفاخرة أن المستهلكين يتوقعون أن تكون الأزياء، محافظة على البيئة وأن تتفق مع القيم الأخلاقية.
ويمكن أن الابتكارات المبكرة مثل النايلون والليكرا غيرت صناعة الملابس بشكل هائل، لكن الآن وبعد أن تبين مدى ضرر تلك البتروكيماويات، فإن السعي وراء المواد الأقل ضررا أدى إلى حدوث طفرة إبداعية ثانية في الصناعة، وذلك باستخدام نوع من التكنولوجيا والخيال.
وهناك طريقتان للقيام بذلك، الأولى هي الحصول على المواد الطبيعية مثل الصوف والقنب والقطن مباشرة من الأرض، و تبعا للطريقة التي يزرع بها فإن هذا سيستغرق وقتا طويلا. والثانية هي الابتكار في المختبر، حيث تصنيع الأقمشة المعملية بشكل أكثر استدامة.
قشور الأناناس وخيوط العنكبوت 




يمتلك كرينغ، مالك العلامات التجارية الشهيرة مثل "غوتشي" و"بلانسياغا"، معملا لابتكار المواد الطبيعية في ميلانو؛ بالإضافة إلى وجود عدد كبير من دور الأزياء المشهورة وآلاف الشركات الناشئة التي تعمل على الأمر ذاته.
المثير في هذه الصناعة أنه لا يوجد شيء في الطبيعة غير قابل للتصنيع، حتى قشور الأناناس والفطر والتفاح والصبار وخيوط العنكبوت والطحالب، كما يدور الحديث عن أقمشة مصنوعة من نوى الزيتون، وغبار الرخام، وقشور الكركند، وبتلات الورد، وحتى سيقان اللوتس.
تقول المصممة باف تايلور من لندن أنها قبل عشر سنوات استخدمت جلد السمك لصنع "صنادل ناعمة بشكل لا يصدق"، وهي الآن تجرب مزيجا من غبار الرخام وأوراق نبات القلقاس، وتقول: "أحد الإنتاجات الجديدة التي صنعتها كانت من المواد المزروعة بشكل مستدام في غابات الأمازون، وهي حقائب نسائية صغيرة الحجم. لكن المشكلة الأساسية هي أن إنتاج هذه المزروعات يستغرق الكثير من الوقت.
الابتعاد عن البوليستر 
في شركة باتاجونيا المتخصصة في صنع ملابس النشاطات الخارجية مثل التسلق والغوص، كان التحدي يتمثل في الابتعاد عن البوليستر.
وتُعد الألياف الاصطناعية، التي تبقي المتسلق دافئا وجافا أثناء رحلة تسلق جبل كليمنجارو من أكبر المشاكل التي تواجه صناعة النسيج، إذ يقول باشا ويتمور، مدير تطوير المواد: "لا نريد استخدام البترول الخام، فهذا إهدار هائل للموارد، لهذا تقوم الشركة بإنتاج القطع السابقة من نسيج شباك الصيد المعاد تدويره". ومع ذلك، فإن إنجاز الشركة الحقيقي هو بدلات الغوص المصنوعة من المطاط الطبيعي المتجدد.
نظرة إلى المستقبل




كانت الأقمشة السليلوزية التي يصنعها الإنسان، بما في ذلك الحرير الصناعي والفيسكوز وغيرها، خيارا خاليا من البتروكيماويات لبعض الوقت، وكان يُستخدم في صناعتها عجينة نباتية مصدرها غابات قديمة يعاد غرسها بأشجار سريعة النمو، أو تستخدم منتجات زراعية ثانوية مثل الأناناس أو جوز الهند، لكن إنتاج طن واحد من اللب يتطلب حوالي ثلاثة أطنان من الخشب، كما أن المواد الكيميائية والمياه ما تزال مطلوبة للمعالجة.
أحد أكثر الطرق المفضلة للاستدامة التي ينادي بها كبار العاملين في المجال هو تشجيع الزراعة المتجددة كمصدر، لكن المشكلة مع هذا النهج هي أنه من الصعب تحمل تكلفة الأرض، فمع وجود ما يقرب الثمانية مليارات إنسان على هذا الكوكب، وهم في تزايد مستمر، فإن الأرض مطلوبة لإنتاج الغذاء للبشر، ليس لصنع حقائب اليد.
في نظرة إلى المستقبل، يقدم مركز أبحاث علوم المواد التابع للكلية الملكية للفنون لمحة مثيرة للاهتمام، إذ يواصل العديد من خريجيها تقدما تعترف به شركات مثل بيربري، التي ساعدت في تمويل القسم.
أخيرا؛ إذا كان كل ما سبق يبدو مثيرا، هذا لأن العلم هو المكان الذي يمكن أن نعثر فيه على ابتكارات الموضة الآن.
وهناك الكثير مما يجري وراء الكواليس مع فرق البحث والتطوير في جميع المجالات، وما كان يبدو مضحكا ومستحيلا قبل بضع سنوات، سيكون هو معيار التقدم في المستقبل.