يشتهر كريستيان سيريانو بتصاميمه الغنية بالكشكشة والتفاصيل الجذابة، والفساتين الراقية التي جعلته مفضلا على السجادة الحمراء إلى جانب كونه من أوائل المصممين الذين اعتمدوا مبدأ الشمولية والتنوع، وقدم أزياء للنساء من جميع الأشكال والأحجام.

إذا كعادته تمسك سيريانو بإسلوبه الخيالي الساحر في تشكيلته الجديدة، وكتب في ملاحظات العرض: "لقد تعاملت مع ذلك، مع كل ما حدث، باللجوء إلى الخيال، أردت أن أبتكر تصاميم خاصة مركبة ومؤثرة بصريًا، آمل أن يهرب الجميع من الواقع مدة 20 دقيقة ويشعروا وكأنهم في مكان آخر."

وتُرجمت رؤيته الخيالية إلى أطقم مكونة من تنانير قصيرة مع جاكيتات قصيرة متطابقة مستوحاة من الفيلم الأيقوني "كلويليس"، وبدلات بقصة حادة مطبعة برسوم مستوحاة من الكتب المصورة، وفساتين حمراء زاهية مكدسة بالكشكشة أو الريش وبالطبع بطبقات من التول.

وفي حين أن سيريانو يعرف طريقه نحو الإطلالة الجميلة والخيالية، إلا أنه من الصعب تخيل عميل قضى الأشهر الستة الماضية في ملابس رياضية مريحة يتسابق لشراء فستان حريري شفاف او فستان سهرة ضخمة بتنورة من التول.

خلال العرض ارتدت عارضات الأزياء أقنعة تتماشى مع إطلالاتهن، لذا لم يكن الواقع الحالي بعيدًا أبدًا عن المجموعة.

وقد صرح سيريانو في بيان: "كانت الفكرة هي الحفاظ على جميع الفساتين الضخمة، كل الأزياء الفاخرة وكل الأشياء التي أحب صنعها، اعتقدت، المبيعات منخفضة وجميع المتاجر في أزمة، لكنني مع ذلك سأقوم فقط بصنع الملابس التي أريد صنعها."

وعلى عكس معظم المصممين المشاركين بأسبوع الموضة الحالي، فإن مجموعة سيريانو لا تعكس الواقع الحالي إطلاقا، بل تشير إلى الأفلام التي كان يشاهدها والأزهار من حديقته والطعام الذي كان يطبخه أثناء الحجر الصحي، لكن النتائج النهائية تبدو منفصلة عن أي واقع، حتى ولو كان ساحرا نسبيًا.

وبتقديم عرض تقليدي، التزم الجميع بارتداء الأقنعة بما في ذلك العارضات، وتم وضع مقاعد لـ 80 ضيفا بطريقة متباعدة، وتم تحديد مهلة الوصول والمغادرة لمنع المجموعات الكبيرة، ومقارنة بأسابيع الموضة لما قبل الوباء، كانت الإجراءات المتحضرة تغييرًا مرحبًا به.

وكان من المدهش رؤية هذا النهج المحدد لموسم جديد من مصمم أصبح رائدًا في دعم مدينة نيويورك خلال الوباء، كونه واحدًا من أوائل المصممين الذين قاموا بالإنتاج المحوري لصنع معدات الوقاية الشخصية والعمل مباشرة مع مكتب حاكم نيويورك لتوصيل الإمدادات لمن هم في الخطوط الأمامية.

وليس هناك شك في أننا نتطلع إلى الموضة للهروب من الواقع - ولا حرج في ثوب جميل - لكن تكمن مشكلة الهروب من الواقع في إمكانية إغفال الواقع، وهذا هو الفخ الذي وقع فيه سيريانو وربما سيكون سببا لعدم نجاح هذه المجموعة في حال استمرار الوباء.

شاهدي جميع الإطلالات من مجموعة كريستيان سيريان ولربيع وصيف 2021 وشاركينا رأيك.