أخبار الموضة

26 سبتمبر 2018

لماذا هيمنتْ الأوشحة والأقنعة وعُصابات الرأس على عالم الموضة فجأة؟

تغيّرت قواعد الموضة وملامحها، على مدى السّنوات الماضية، كما تغيّرت عقلية المجتمعات، والقائمين على صناعة الأزياء، وما كان ممنوعًا قبل سنوات، بات ممكنًا ومسموحًا، بل وأكثر من ذلك، أصبح من أبرز الصيحات، وأكثرها رواجًا.

إذْ اتّفق مصممو الأزياء، على إطلاق أغطية الرأس بأشكالها، كالبندانات، وعصابات الرأس المتنوّعة، والأوشحة، والأقنعة وغيرها، والتي كانت في السّابق، لا تتعدّى كونها نوعًا من أنواع الإكسسورات، والغريب أنّه حدث بشكل مفاجئ، ما أثار بعض الجدل والشّكوك، فما السرّ في ذلك؟

لاحظنا هيمنة بعض هذه القطع، على أعرق دور الأزياء، مثل كالفن كلاين وغوتشي، حيث اقترح المدير الإبداعي للأخيرة، أليساندرو ميشيل، إطلاق تصميمات الأقنعة بأشكال متباينة، بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة، من القبّعات، والأقنعة، وأغطية الرأس، أو ما يعرف بالباروك، وهو نوع من الحِجاب، يصل حدّ الذقن.

علاوة على تخصيص ألكسندر وانغ، خطًا مميزًا من الأزياء الرياضيّة، تخصّ المحجّبات بتصاميم أنيقة، وعلى نهجه سار مارك جاكوبس، فصمّم الأوشحة المربوطة تحت الذقن.



في هذا الصّدد، يقول تيلفار كليمنس، المصمّم الأمريكي الشهير: "قد تعني هذه التغيّرات، كسر الجمود السائد، في عالم الأزياء لعشرات السنين، وخضوع الفنّ بكلّ تفاصيله، لمخاطبة الأخر، والوصول إليه، ليتحدّث إليه بلغته، وليثبت المصمّمون، أنّهم قادرون على توصيل أفكارهم، وإبداعاتهم، لكلّ الناس من مختلف الثّقافات، والأعراف".

ومن الجدير بالذكر، أنّ هذه الاتجاهات، لم تكن وليدة اللّحظة، فقد عُرضت في منتصف الثمانينيّات، وكانت على شكل الأقنعة المصنوعة من الجلود واللاتكس، على يد المصمّم البلجيكيّ، والتر فان بريندونك، وعلّق والتر على هذه الاتجاهات بقوله: "كلّ شخص لديه قناع، ارتبط به منذ طفولته، فالأقنعة تعبِّر عن الغموض والخطر، وهي قطع فنيّة كذلك، تعبّر عن الثقافة العصرية، كما أنّها وسيلة للبحث في سحر وعبق الماضي، للفولكلور والفنون الشعبيّة، لمختلف المجتمعات".

خلاصة القول، هذه الاتجاهات تعكس مدى اهتمام سوق الموضة العالميّ، بتصميم الملابس للنّساء المُسلمات، والأخذ بعين الاعتبار قوتهنّ الشرائية الهائلة، فقد أنفقن ما يقدّر بنحو 255 مليار دولار على الملابس، خلال العام الماضي وحده، ومن المتوقّع ارتفاع المعدّل، ليصل إلى 370 مليار دولار، بحلول عام 2021، أي ما يعادل إجماليّ استهلاك أسواق الملابس، في المملكة المتحدة، وألمانيا، والهند. 

فضلاً عن تنافس العلامات التجارية، على تصميم العباءة بكافة أشكالها، قبيل شهر رمضان، مثل نايك، ودولتشي أند غابانا، وقد انضمّ إليهما مؤخرًا، كلّ من أوسكار دي لا رنتا، وتومي هيلفيغر. 

وهو ما يفسّر هيمنة هذه الاتجاهات، على السّوق العالميّة، وعروض الأزياء في الآونة الأخيرة، ولا يسعنا إلّا الاعتراف بالتغيير، بعد سنوات من معاناة المحجّبات، في شتّى ربوع الأرض، من التهميش، والإقصاء، والهجوم.

وسواء اختلفنا أو اتّفقنا، سيظلّ الاختلاف مبدأ للإبداع، يساعد المصمّم على استخدام حسِّه الفنيّ، وخياله الشّارد نحو أفاق جديدة، ومستقبل أفضل، للاستيعاب والتّعايش.