أخبار الموضة

22 أكتوبر 2017

ماركات عالمية تحمل حكايات أصحابها!

شكلت الأزياء عبر العصور الجانب الفني من الحياة، فأن تلبس بأناقة هو إشارة إلى الذائقة والمستوى الإجتماعي والثقافي، ولأن الأزياء فن وابتكار فقد تصدرت بعض الماركات العالمية عالم السوق والموضة... فمن يقف وراء هذه التصاميم ولماذا حملت أسماء مختلفة وبقيت في الشهرة والضوء وعالم التنافس؟

تدخل حكاية الأزياء والتصميم لعبة الفن، من خلال العلاقة مع الجسد واللون والقماش والإكسسوارات، التي تحولت إلى حكاية صاحبها، بل التي باتت "براند" عالميا له هويته المتجددة بما يتوافق مع الزمن.

لنتعرف اليوم على بعض هذه الماركات العالمية التي تحمل حكاية أصحابها...

كوكو شانيل من الفقر إلى العالمية



بات اسم دار كوكو شانيل عالميا، بسبب منتجاتها الفاخرة من ملابس وإكسسورات وعطورات، لا أحد يعرف كيف تحولت صاحبة هذه البراند إلى أسطورة حقيقية يقف وراءها السعي والنجاح، فمن هي كوكو شانيل؟

 هي غابرييل بونور شانيل، لقبت بكوكو شانيل نسبة لأغنية شهيرة اسمها كوكو. ولدت في سومور، فرنسا يوم الـ19 من أغسطس، 1883، وتوفيت والدتها فعاشت في الميتم، لكنها استطاعت التغلب على قسوة الحياة.

عملت كمغنية لفترة من الوقت، تعلمت أيضا الخياطة وعملت في إحدى دور الأزياء الفرنسية، كذلك كانت تخيط القبعات وتضعها لدى إحدى البقالات لبيعها.

لم تكن كوكو شانيل متقدمة على زمنها فحسب بل كانت، حسب مجلة التايم الأمريكية، متقدمة على نفسها أيضا، بدأت بمتجر صغير لبيع القبعات، وتميزت بتصاميمها الفريدة، ما جعلها  الأكثر شهرة في السوق.

في مرحلة لاحقة دخلت بشراكة مع شركة "بورجوا" للعطور، وأطلقت بعدها عطرا خاصا  يحمل اسم كوكو شانيل لتكون أول مصممة تطلق عطرا خاصا بها، ولايزال إلى اليوم العطر الأنثوي المفضل.

تميزت تصاميم شانيل بالبساطة والراحة، بعيدا عن التعقيد، فأصبح جسد المرأة حرا رشيقا... وحتى اليوم لازال هذا الطابع الذي يميز تصاميم شانيل موجودا، علماً أن المصمم الألماني كارل لاغرفيلد هو من يمسك بزمام الأمور حالياً.

طموح شانيل أخذها إلى عالم المجوهرات لتكمل صورة المرأة في الأناقة وأحدثت ضجة في العام 1932 عندما أطلقت أول تشكيلة حليّ راقية تحمل اسم "مجوهرات من الماس".

وصلت كوكو إلى أوج نجاحها عام 1993 فكانت ترأس مؤسسة فيها أكثر من 4000 موظفة، إلى جانب أن تصاميمها وعطورها أصبحت محط أنظار أشهر الممثلات من أبرزهن كيرا نايتلى ورينكو كيكوشى وغيرهما، ولاتزال إلى اليوم تحتل الصدارة في عالم تفوح منه رائحة الأنوثة.

فالنتينو تاريخ يقف وراءه رجل



نسمع عن دار "فالنتينو"، التي يقف وراءها المصمم الإيطالي  "فالنتينو كليمنتي لودوفيكو غارافاني" المولود عام 1932، والمعروف بـ "فالنتينو". وراء هذا الاسم حكاية، فقد برز شغفه في عالم الموضة بينما كان في المدرسة الإبتدائية في مسقط رأسه "فوغيرا ".

في البداية دربته عمته روزا، ثم انتقل إلى عاصمة الموضة باريس،  لمتابعة التدريب وقد وقفت معه والدته، وهناك حصل على التدريب على أيدي أهم المصممين.

ولأنه مبتكر فقد أسس نمطا خاصا به، تميز بطبعات الحيوانات على الفساتين، كما لفتت أعماله كبار الشخصيات أمثال إليزابث تايلور.

في منتصف 1960 اعتبر فالنتينو أنه مايسترو تصميم الأزياء الإيطالية بلا منازع، وتلقى في العام 1967 جائزة نيمان ماركوس للموضة وهي جائزة تعادل جائزة الأوسكار.

تنقل فالنتينو بين فلورنس وروما وبعد عدة سنين حقق واحدةً من انتصاراته الكبيرة، مجموعة كاملة من الفساتين البيضاء تحت شعار " V " الذي بات رمزاً لعلامته التجارية.

 لم يكتف بهذا بل مضى لتأسيس أكاديمية فالنتينو في العام 1990 لتعليم فن الموضة، وكي يفتح  الفرصة أمام الهواة  في روما التي باتت مقصداً لمشاهير العالم.

بعد ذلك وظف بعض المال في مشاريع إنسانية إذ أسس "جمعية لايف"، لمرضى الإيدز التي كانت تستمد أموالها من أكاديمية فالنتينو.

في الـ4 من أيلول 2007، أعلن فالنتينو أنه سيعتزل تماماً في كانون الثاني 2008 من المسرح العالمي بعد العرض الأخير لمجموعته للأزياء الراقية في باريس.

 فالنتينو كان يعتبر أن اللون الأحمر هو جالب الحظ له وهو رمز علامة فالنتينو، وقد ارتدت من تصاميمه أهم نجمات السينما لاسيما جوليا روبرتس والممثلة  آن هاثوي، ونظرا لأهميته في عالم الموضة فقد تم إعداد فيلم وثائقي عن حياته بعنوان "فالنتينو الامبراطور الأخير".

كريستيان ديور الإبداع  في زمن الحرب



تحكي  قصة نجاح مصمم الأزياء كريستيان ديور عن  نضال شاب فرنسي في فترة الحرب العالمية الثانية، وتصميمه على المضي في عالم الموضة، حيث عمل على فكرة المظهر الرشيق، ما جعله من مؤسسي ثورة الـ "نيو لوك" التي وضعت باريس في مقدمة البلدان المطلقة لآخر وأشهر صيحات الموضة العالمية.

ولد في جرانفيل، على ساحل فرنسا، في عام 1928، وبعد أن ترك المدرسة حصل على المال من والده لتمويل معرض الفنون الصغيرة.

تنوعت تصاميم أزياء ديور و طغى عليها طابع الألوان الزاهية المشرقة والمظهر المبهج، وكأن كل هذا مرده إلى الطبيعة، إذ تأثر بالريف الفرنسي، وألوان الطبيعة الساحرة.

فكان للمشاهير أن يقتنوا تلك التصميمات لارتدائها في المحافل العالمية، الأمر الذي جعل قصة النجاح هذه تستمر وتتنامى للحصول على مزيد من الشهرة ومزيد من التفوق.

بالتأكيد فإن رحلة المشاهير وراؤها حكايات وطريق شاق،  فقد تمكن الشاب الفرنسي ذو البداية المتواضعة، والبيئة غير الفنية، في فترة الحروب المليئة بالمصاعب، من الاجتهاد في تطوير هوايته  فكانت قصة نجاح كريستيان ديور مقياسًا مهمًا ومحط أنظار العالم أجمع.