أخبار الموضة

20 يونيو 2017

وراء كل رجل لامع امرأة أنيقة.. تعرفي على عبير زوجة سفير الإمارات بواشنطن يوسف العتيبة

وصفته إحدى وسائل الإعلام الأمريكية الشهيرة مؤخرا بأنه "أقوى رجل في واشنطن"، إنه يوسف العتيبة الذي يتردد اسمه عبر وسائل الإعلام المختلفة هذه الأيام خصوصا مع اندلاع الأزمة الخليجية، باعتباره شخصية مؤثرة في أروقة صناعة القرار بواشنطن.

لكن بالكاد تمت الإشارة إلى زوجته عبير العتيبة التي لا يمكن التقليل من شأن تأثيرها الديبلوماسي هي الأخرى، بوصفها سفيرة من نوع خاص حملت على عاتقها مهمة كبيرة، ألا وهي تغيير النظرة العالمية للمرأة العربية أو هكذا على الأقل وصفتها "هاربرز بازار" إحدى أهم مجلات الموضة والأزياء.

سلاح الموضة والأزياء



سلاح عبير في هذه المهمة أناقتها وشغفها بالموضة، وهي ترى أن أقوى صوت ضد التطرف الذي يحاربه زوجها هو النساء، باعتبار أن "النساء لديهن الكثير ليخسرنه والكثير ليكسبنه"، حيث يهدد التطرف حياتهن بأدق تفاصيلها.

وتقول عبير: "أعتقد أن المرأة بدورها سفيرة للإسلام والعالم العربي وهي أقوى الأصوات في الغرب لأنها تتيح للناس في الولايات المتحدة وأوروبا رؤية مفادها أننا لدينا قيم مشتركة".

وتضيف: "الطريقة التي تتعامل بها المجتمعات مع النساء هي أفضل مؤشر على كم الحرية التي يتمتعن بها".

عبير نفسها هي مثال لامرأة الشرق الأوسط التي تتحدى القوالب النمطية، ولدت في الإسكندرية بمصر كابنة لأسرة عادية معتدلة متفتحة بما فيه الكفاية لإرسالها إلى المدرسة الكاثوليكية الفرنسية.

وبالتالي، فهي تتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية، وهي اللغات التي كان من الضروري إتقانها لتأمين أول وظيفة لها بعد التخرج والعمل لدى شركة "أوراسكوم تليكوم" المصرية كمهندسة مدنية.

وتقول: "إنه قطاع يهيمن عليه الذكور في العالم العربي"، ولكنها أرادت أن تثبت أمرًا وتقدم مثالاً على ذلك.

وتضيف عبير أنه أثناء بناء الأبراج الخلوية في باكستان والكونغو وتشاد وسوريا، تعرضت للحرارة الشديدة في شهر أغسطس، وكانت هي المرأة الوحيدة بين العمال من جميع أنحاء العالم وكلهم يرددون: "ماذا تفعل هذه الفتاة هنا ولماذا توجه لنا أوامر؟"

ونقلت عبير حياتها المهنية بعد ذلك إلى دولة الإمارات، حيث عملت على إنشاء تلفزيون "إنفينيتي" في دبي وجزيرة "الريم" في أبوظبي.

وهنا اجتمعت مع يوسف معلنين بدء مرحلة من الرومانسية خلال أول لقاء جمعهما في فندق بدبي، حيث عرض عليها الزواج عندما تم تكليفه بالعمل في الولايات المتحدة الأمريكية في يوليو/ تموز العام 2008.

وكان هذا التعيين مهم جدًّا في الوقت الذي توترت فيه العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والإمارات في أعقاب الجدل الذي أثارته صفقة موانئ دبي العالمية، مع تحرك الكونغرس الأمريكي لمنع إتمام الصفقة.

وكان الانتقال إلى واشنطن بمثابة صدمة ثقافية لعبير. وكان يوسف قد درس في جامعة جورج تاون، ومن ثم كانت واشنطن بمثابة منزله الثاني، بينما اعترفت عبير بأن الانتقال كان مروعًا بالنسبة لها.

وقالت: "عندما انتقلت إلى هنا كنت وحيدة تمامًا. لم أكن أعرف أي شخص، ولم يكن لدي أي عامل مشجع". ووسط كل هذه الاضطرابات سرعان ما جاء الأطفال؛ ابنهما عمر الآن في التاسعة من عمره، بينما تبلغ ابنتهما سامية 6 أعوام. وقالت عبير: "كل شيء كان جديدًا بالنسبة لي؛ زوج جديد، وبلد جديدة، وأم جديدة، حتى وظيفة جديدة، لأن العيش في واشنطن كزوجة سفير هي وظيفة كاملة".

إطلاق "سمسم" للأزياء



وخلال حياتها بواشنطن أطلقت عبير خط أزياء "سمسم" (اسم دلع ابنتها) الذي استلهمته بعد إنجاب طفلتها.

وكشفت أنها خلال نشأتها في مصر والالتحاق بالمدرسة في فرنسا، لم يكن لديها وظيفة محددة تحلم بها، بل كان لديها رغبة قوية في تحقيق شيء ما جدير بالثناء.

وقالت: "لطالما علمت أنني سأصبح مهندسة لأن والدتي مهندسة ووالدي مهندس وعائلتي مليئة بالمهندسين، وقد درست الهندسة بينما كنت أعلم أن هذا ليس ما أرغب بفعله فقط". بعد بضع سنوات من إنجاب ابنتها، اكتشفت "عبير" الحلم الذي كانت تبحث عنه وهو عالم الموضة والأزياء.

وترى عبير أنه لم تكن هناك مجموعات ملابس للأم وابنتها تتحدث عن الرابط القوي بينهما ولذلك قامت عبير بتصميم مجموعتها.

وأوضحت: "لا يوجد شيء يمكن أن ترتديه مع ابنتك وتشعرين أنه يناسب عمرك كأم وعمرها كطفلة".

وبدلا من مجرد تقليص حجم ملابس الكبار إلى حجم الأطفال، قامت عبير بتطوير مجموعة "الأم والأبنة" من خلال عناصر خفية ومتطورة وأقمشة ملونة.

وبجانب الرؤية الجمالية لسمسم، فإن المشروع يعطي فرصة للأمهات لتثقيف بناتهن حول أهمية مبدأ العطاء بالمثل.

وفي كل موسم، تدخل سمسم شراكة مع جمعية خيرية مختلفة تدعم المساواة بين الجنسين ومحو الأمية والصحة والوعي القانوني والتعليم بين النساء والأطفال.