ريجيم

16 سبتمبر 2021

هل حمية الكيتو مفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني؟

بخلاف ما تشتهر به حمية الكيتو على صعيد فقدان الوزن، فهي تحظى أيضا بمجموعة فوائد صحية أخرى، من أبرزها أنها تساعد في علاج أعراض مرض السكري من النوع 2.

ويجب في البداية هنا أن نتذكر أن الهدف من تلك الحمية هو وضع الجسم في حالة الكيتوزية، التي تجعله يستعين بالدهون بدلا من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة التي يحتاجها.

ونستعرض فيما يلي بعض المعلومات الطبية المهمة التي يجب معرفتها بخصوص حمية الكيتو ومدى فعاليتها أو جدواها بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما سنلقي الضوء عليه في نقاط مفصلة بالسطور التالية وفقا لآراء خبراء وباحثين مختصين.

كيف تعمل حمية الكيتو مع مرضى السكري؟




ثبت أن تلك الحمية تفيد في السيطرة على السكري لسبب واحد، ألا وهو أنها تخفض مقدار ما يحصل عليه الجسم من كربوهيدرات، علما بأن الكربوهيدرات هي العنصر الغذائي المسؤول بشكل أساسي عن الزيادات الحادة للجلوكوز في الدم. وأشار الباحثون هنا إلى أن الموضوع يتمحور حول ما تحظى به الكربوهيدرات من تأثيرات على إفراز الجسم من الأنسولين، فعند تزايد السكر بالدم بنسبة تفوق احتياج الجسم، فحينها يوجه الأنسولين الخلايا لتحويل الجلوكوز إلى دهون لتخزن بالجسم على المدى البعيد، فضلا عن أن ارتفاع مستويات الأنسولين يَحُول أيضا دون تفتت الدهون من أجل الحصول على طاقة. أما في حال اتباع حمية الكيتو، فإن الدهون تحل محل الكربوهيدرات، وفي غضون ذلك، تقل الحاجة إلى الأنسولين بشكل كبير للغاية.

لكن حمية الكيتو غنية بالدهون، فهل يمكن لذلك أن يؤثر على مرضى السكري؟


ردَّ على تلك الجزئية باحثون بقولهم "تتسبب الدهون في زيادة الشعور بالشبع مقارنة بما تفعله الكربوهيدرات. ويميل الأفراد الذين يتبعون حمية الكيتو إلى تناول عدد أقل من السعرات الحرارية؛ لأن الأطعمة التي يتناولونها تكون ثرية ومشبعة للغاية. ولعل هذا هو واحد من أبرز الأسباب التي تقف وراء تميز حمية الكيتو على صعيد انقاص الوزن. فضلا عن أن اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات كما حمية الكيتو هو أمر من شأنه أن يقلل كمية الأنسولين في الدم ومن ثم يقلل كمية الدهون التي يتم تخزينها".

هل من عيوب حال تم استخدام حمية الكيتو مع مرضى السكري؟




بطبيعية الحال، حمية الكيتو، كما هو معروف للجميع، ليست بالحمية السهلة، ويكفي أنها تقلل مقدار ما يتحصل عليه الجسم يوميا من كربوهيدرات حتى 5 % تقريبا، إلى جانب وجود أبحاث تقول إن الحميات التقييدية، مثل الكيتو، قد تقصر من عمر الإنسان.

وقال الباحثون إن أكبر عيوب حمية الكيتو هي أنها تتطلب قدرا أكبر من الوعي والإدراك مقارنة بغيرها من الحميات؛ لأنها تفرض على من يتبعها ضرورة صياغتها بشكل جيد لضمان تلبية احتياجات الجسم الغذائية والانتباه جيدا لما يتم تناوله من طعام.

كما قال الباحثون إن مشكلة أخرى من مشاكل حمية الكيتو هي أنها ليست حمية مستدامة، حيث يمكن لمتّبعيها أن يعاودوا اكتساب وزن أكثر مما فقدوه في خلال 4 أو 5 سنوات.

ونوه الباحثون في الأخير بأن أفضل شيء يمكنك أن تفعليه حال كُنتِ مهتمة بتجربة حمية الكيتو مع مرض السكري أو غيره هو أن تجربيها تحت إشراف طبيب أو خبير تغذية.