ريجيم

1 يناير 2021

الوزن الزائد.. لا تبالغي في ردود الفعل أمام الأطفال

النحافة هوس العصر، وحتى أولئك الذين يتميزون بجسد ممتلئ يواصلون الشكوى من زيادة الوزن والدهون الزائدة، خاصة النساء.

دراسة أخيرة نشرها موقع "يورتانغو" الاجتماعي الأميركي، حذّرت بشدة من خطأ إطلاق عبارات الشكوى من الوزن الزائد أمام الأطفال، لأننا قد لا ندرك مدى تأثير ذلك على عقولهم، وخصوصًا الفتيات الصغيرات أو اللواتي على أعتاب مرحلة المراهقة.



وتلاحظ الدراسة أن تأثير العبارات العفوية والعشوائية التي نطلقها حين نشكو من الوزن الزائد، يختلف، فعبارة مثل "أنا قبيحة بسبب هذه الدهون المتراكمة على جسدي" لها تأثير مختلف عن القول "يجب أن أقوم بتخفيف وزني لأن صحتي بدأت تتأثر بالوزن الزائد".

وتسجل الدراسة حقيقة أن الدهون ضرورية للجسم، وهامة جدًا للحفاظ على صحة جيدة، فهي تساعد على تنظيم درجة حرارة الجسم والحفاظ عليها، وهي مصدر مهم للطاقة، كما تساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية التي تذوب في الدهون، وبدونها لن يكون الجسم قادرًا على امتصاص هذه العناصر.

لكن في خضم الهوس بالنحافة، أصبحنا لا ندرك الفرق بين كلمة "ممتلئ" وبين من لديه وزن زائد وغير صحي. وكثيرًا ما نركز على وزن أطفالنا، وننسى أن الأطفال يجب أن يدركوا أن الناس يأتون بأشكال وأحجام مختلفة ليثقوا بأنفسهم، وأن مجرد ظهور شخص ما بوزن كبير لا يعني أنه غير سعيد، أو لا يتمتع بصحة جيدة.

الخجل من الجسم



تؤكد الدراسة على وجوب أنْ لا ندع أولادنا يكبرون، وهم يشعرون بالخجل من شكل جسدهم، أو من هذا الرقم الذي يظهر على الميزان. علينا أن لا نتركهم فريسة لحساب السعرات الحرارية أو أن يمارسوا الرياضة فقط؛ لإنقاص وزنهم. يجب أن يأكلوا ما يجعل أجسامهم تنمو وأن يكونوا نشيطين ويمارسوا الرياضة فقط؛ لأنها جيدة لصحتهم.

وتشدد الدراسة على أهمية أن يدرك الأطفال والمراهقون، أن قيمتهم الذاتية تتجاوز قياس بنطلون الجينز المفضل لديهم. وأنْ لا ندفعهم لتخفيف وزنهم إلا إذا كانوا يشعرون حقًا بالانزعاج منه، وأن تخفيف الوزن سوف يشعرهم بالتحسن... نحن نريدهم أن يتحسنوا، لا لأنّ الوزن الزائد يشعرهم بالخوف.



وتقول، إن ترديد بعض العبارات المتعلقة بالسمنة أمام الأطفال الصغار، يؤثر فيهم أكثر مما نتصور، لأنهم يتأثرون بها بشدة ويترّسخ لديهم اعتقاد بأن "السمنة" مشكلة، لذلك علينا أن نتوقف عن ترديدها، سواء كنا نتحدث عن السمنة الزائدة لدينا أو عن الوزن الزائد لدى الطفل؛ فمثل هذه العبارات قد تربط محبته للآخرين بوزنهم.

احترام الطفل لذاته



علينا، كما تقول النصائح المتخصصة، أن لا ندع إحساس المجتمع المشوّه بالجمال، يواصل تدمير احترام أطفالنا لذاتهم، وأن نكون أكثر وعيًا بالطريقة التي نتحدث بها عن أنفسنا أمامهم. لأن كل ما نقوله ويسمعونه، يشكل صوتهم الداخلي وينعكس على نظرتهم لأنفسهم.

فنحن من يمتلك القدرة على المساعدة في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، أو في هدمها، ولنجعلهم يعرفون أن عليهم أن يحبوا أنفسهم كما هم الآن، لأنهم جميلون حقًا.